الأخبار

استمرارا لمسلسلها الدموي ضد الشعب اليمني تواصل ميليشيات الحوثي عدم اكتراثها بمعاناة اليمنيين الذين صادرت حقوقهم في العيش والحياة، وانتهاكها لحرماتهم وحقوقهم وحرياتهم وخطفها لأطفالهم لتغذية حربهم العبثية تجاه الشعب اليمني.
معاناة الأطفال في زمن الحرب
حولت الحرب حياة أطفال اليمن إلى جحيم وباتت الطفولة فريسة لأزمات مركبة تبدأ من القتل وبتر الأعضاء والمجاعة ولا تنتهي عند الأوبئة التي عادت بقوة لتحصد الأرواح.
“مات والدنا.. ويوجعني رأسي ويدي وعيني” هكذا استهل الطفل عبد العزيز محمد حديثه ملخصا مأساته الناجمة عن الألغام التي دمرت بها ميليشيا الحوثي اليمن أرضا وشعبا.
عبد العزيز هو إحدى الورود التي أذبلتها العنجهية الحوثية عندما ضاعفت إعاقته وخطفت روح والده في لمح البصر وأحالت أسرته إلى الإعاقة.
ضحية أخرى تنضاف إلى سجل الإرهاب الحوثي وهو الطفل عبد الرحمن الحدي الذي دفع بدوره ثمن الحرب ومازال بعد أن فقد إحدى ساقيه وثلاثة من أطراف أصابع يده اليمنى جراء انفجار لغم حوثي، ورغم حصوله على طرف اصطناعي إلا أنه بات غير قادر على الاستفادة منه.
فيما قضى الطفل هيثم محمد حسن مكين البالغ من العمر 11سنة نحبه بسبب لغم بعد أن نخلت الشظايا جثته بينما بترت ساق والده.
هوس حوثي بزراعة الألغام
القصص السابقة تكشف جانبا من المأساة الناجمة عن زراعة الألغام المضادة للأفراد والتي سعت من خلالها الميليشيات الانقلابية إلى تعقيد الأزمة الإنسانية وتكبيد المدنيين خسائر فادحة.
ووفق ما كشفته منظمة “رصد” للحقوق والحريات فإن عدد المدنيين المعرضين للخطر المباشر(الموت الحتمي) بمحافظة الحديدة يزيد عن 330 ألف مدني.
وكانت الحركة الانقلابية قد زرعت 37 حقلا من الألغام يضم كل واحد آلاف الألغام الفردية والجماعية والمركبة منتشرة في 251 منطقة ضمن نطاق 16 مديرية من مديريات الحديدة، مما أدى منذ 18 يناير الفارط إلى وفاة 56 شخصا بينهم 20 طفلا و7 نساء و إصابة 31 شخصا من بينهم 9 أطفال.
علاوة على إجبار عشرات الأسر على النزوح من منازلها والقيام بتفخيخها يضاف إلى ذلك سياسة “إحياء الألغام” وهي عملية زراعة ألغام في أماكن أخرى كانت قد انفجرت وأوقعت ضحايا.
خسائر بالجملة
ووكانت الميليشيات قد كثفت زراعتها للألغام خاصة عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مما جعل المزارعين والصيادين غير قادرين على الوصول لمزارعهم وقواربهم بفعل حقول الألغام التي أضحت تحاصر مساحات شاسعة من السواحل إضافة إلى تفخيخ 93 منشأة صناعية في الحديدة فقط مما انجر عنه خسائر فادحة في القطاع الزراعي والاقتصادي.
جهود سعودية
رغم ما آلت إليه الأوضاع في اليمن من تأزم نتيجة الانتشار الواسع للألغام واستمرار الميليشيات الحوثية في نهجها الدموي إلا أن بعثة الأمم المتحدة في اليمن صنفت الألغام كذخائر وهو ما يثير الإستغراب.
هذا وقد سبق أن تم تجاهل الملف اليمني خلال إحياء الذكرى السنوية لبدء سريان اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، ولكن رغم هذه اللامبالاة إلا أن السعودية تولي أهمية بالغة لتخليص اليمن من التركة الحوثية القاتلة الكامنة في جوف الأرض عن طريق مشروع “مسام”.
وكان المدير العام للمشروع السيد أسامة القصيبي أكد أن هذه الجهود لن تتوقف إلى حين نزع آخر لغم من الأراضي اليمنية، معتبرا زراعة الألغام واحدة من أخطر جرائم الحرب الحوثية التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر وتهدد حياة الجميع دون استثناء.