الأخبار
في غفلة من الزمن، ظهروا كنتاج طبيعي لانهيار الدولة. هم مفلسون كليا إذ لا يملكون مشروعا سياسيا ولا حتى وطنيا فهم يعتبرون أنفسهم حماة الأخلاق وأوصياء على البلاد ومالكين لحياة الناس هناك، لذلك تجدهم يحاولون بسط سيطرتهم وفرض سطوتهم بشتى الطرق معتمدين في ذلك على إرهاب الناس وقمعهم وتعذيبهم وصولا لقتلهم وبتر أطرافهم.
وتبقى الألغام أحد أبشع أصناف العقاب التي أنزلتها الميليشيات الحوثية على اليمنيين. فالألغام القاتلة تستهدف المدنيين بشكل مباشر.
واقتصر استخدام الألغام على الميليشيات حيث تشير التقارير إلى أن هناك أكثر من مليون لغم أرضي زرعه الحوثيون في أكثر من 15 محافظة يمنية تشمل كافة الأنواع منها المضادة للمركبات والأفراد والألغام البحرية.
لقد غدت الألغام أحد أبرز أسلحة المتمردين التي تستهدف الأبرياء، إذ لا ينسحب هؤلاء المارقون من أي منطقة إلا بعد جعلها منكوبة بمئات الألغام وهو ما تسبب وسيتسبب في وقوع آلاف الضحايا بين قتلى ومعوقين خاصة وأن هذه الآفة يتم زراعتها دون خرائط، مما يجعل عملية نزعها أو الوصول إليها أمر ا في غاية الصعوبة.
وكان تقرير للشبكة اليمنية للحقوق والحريات و13 منظمة دولية قد كشف أن ميليشيا الحوثي ارتكبت 51 حالة قتل منها 19 حالة بسبب الألغام، مشيرا إلى أن هذه الجماعة قامت بتصنيع أنواع مختلفة من الألغام أهمها الألغام الأرضية محلية الصنع والتي تشمل الألغام التوجيهية الصغيرة من نوع “كليمور”.
هذا التفاني في زرع الموت في دروب اليمنيين قابلته جهود مضنية لزراعة الحياة من خلال انتزاع هذه الألغام لحماية الأرواح التي أصبحت تعيش تحت رحمة القدر.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أعلنت أن الألغام الأرضية في اليمن تسببت في قتل وتشويه المدنيين وإعاقة سير الحياة والوقوف حجرة عثرة أمام مقر وصول المساعدات الإنسانية إضافة إلى منع عودة السكان إلى ديارهم.
إن الألغام التي زرعتها أيادي الشر الحوثية تحتاج إلى 10 أضعاف الجهود الحالية لإزالتها عدا عن توفير تمويلات بمليارات الدولارات لأنها زرعت بشكل عشوائي ودون خرائط.
هذه العقبات لم تمنع مشروع مسام من التمسك بمهمته الإنسانية لإبعاد الأذى عن سكان هذا البلد المسكين.
إن عدد الضحايا في تزايد مستمر وهي نتيجة طبيعية لحجم الكارثة رغم الجهود المبذولة من قبل مشروع مسام، حيث وضع العاملوه حياتهم على المحك في سبيل تطهير الأراضي اليمنية وبعث الأمل في غد أفضل، لكن الصمت الدولي شجع هؤلاء الإنقلابيين على الاستمرار في طمر الألغام في جوف المساحة الجغرافية اليمنية.