الأخبار
المأساة الأكثر قساوة في حياة اليمنيين هي الألغام التي حصدت الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح من المدنيين.
حقول من الألغام زرعتها ميليشيات الحوثي في محافظات عدة يتم التعامل معها بجهود مضنية نظرا لغياب خرائط يستدل بها على مكانها. لذلك نجد اليمن اليوم في مواجهة كارثة إنسانية نتيجة انتشار الألغام التي وزعتها الميليشيات بطريقة جنونية في مساحات واسعة من البلاد، حيث يوجد أكثر من مليون لغم أي بمعدل أكثر من لغم واحد لكل 30 مواطن يمني، وهو أعلى تركيز للألغام في أية دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية، تنوعت بين ألغام مضادة للآليات وأخرى مضادة للأفراد عدا عن التعديلات والتلاعب الذي قامت به هذه الجماعة على الألغام المضادة للدبابات لاستهداف الأفراد.
الألغام اليوم تقبع تحت رمال الصحراء ووسط ركام الطرق وداخل المدارس.. على استعداد للانفجار بلمسة صغيرة.
لكن الأخطر هو عدم معرفة الأماكن التي نشر فيها المتمردون هذه الآفة إذ ستظل تمثل تهديدا حتى إذا تم التوصل لإرساء السلام.
وبعد قرابة 6 سنوات من الانقلاب على الشرعية، مازالت هذه الميليشيات مصرة على زرع هذه السموم باعتبارها تمثل أعتى حصونها الدفاعية والانتقامية على حد السواء. لهذا دأبت على خرق الحظر المفروض على استخدام الألغام الأرضية على حساب المدنيين الذين دفعوا ثمن هذا التجبر من أجسادهم وأرواحهم وأبنائهم، وخير دليل على ذلك ما حدث في مديرية حيس أين قتل 3 أشخاص وأصيب رابع خلال يومين جراء هذا العدو الرابض تحت الأرض.
بسبب النفس الإجرامي للميليشيات الحوثية، يجثو اليمن اليوم على أكبر حقل ألغام في العالم.
ولن يتم كشف حقيقة هذه الكارثة إلا بعد حلول السلام حينها سيظهر أثرها للعلن. ففرق نزع الألغام لم تتمكن من الوصول إلى كافة المناطق المنكوبة لمعرفة حجم المصيبة فيها.
هذا الجحيم يحاصر عدة أماكن لذلك فإن جهود مشروع مسام لا تكاد تتوقف لإبعاد شبح الموت والإصابة عن اليمنيين رغم التعنت الذي تظهره الميليشيات من خلال إصرارها على زراعة الألغام.
وقد تحدث قائد فريق المسح الفني بمشروع مسام، المهندس حسين العقيلي، عن ذلك قائلا إنه “نتيجة استمرار الحوثيين في زراعة الألغام بشكل عشوائي وكثيف غير آبهين بالكارثة التي ستلحق بحياة المدنيين بصفة خاصة والحياة العامة بصفة عامة من الصعب القول إن اليمن سيتجاوز خطر الألغام في وقت معين. لكننا في مشروع مسام نبذل كل جهدنا لتجنيب المواطنين هذا الخطر”.
وبالفعل تمكنت الفرق الميدانية التابعة لمشروع مسام من إزالة 173837 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة وذلك منذ انطلاق المشروع ولغاية التاسع من يوليو، وهو عدد جد إيجابي يبعث الأمل في نفوس اليمنيين الذين أذاقهم هذا العدو شتى أنواع المعاناة، فقد خطف فلذات أكبادهم وحرمهم العيش الآمن ومنع أبواب الرزق وأمات ضحكاتهم.
كما استطاعت فرق مسام من تطهير 11.896.933 مترا مربعا من الأراضي اليمنية مما مكن العديد من النازحين من معانقة فرحة العودة إلى الديار ومزاولة نشاطاتهم التي حرموا منها.
مهمة شاقة تنجزها فرق مسام بشكل يومي غير آبهة للخطر الذي يهدد حياة أفراد طواقمها وذلك في سبيل هدف إنساني يسعى لحماية الإنسان في العيش وتوفير مناخ آمن له.