الأخبار

عبثية الحوثيين ستستمر ولن تزول إلا بزوالهم” هذا ما تؤكده جميع الوقائع. ففي الوقت الذي يهتم فيه العالم باستخدام الحوثيين لصواريخ “سكود” وغيرها من الصواريخ الباليستية المعدلة لاستهداف الأراضي اليمنية والسعودية، تعمل الميليشيات على نشر الألغام في كل مكان في اليمن، فهي لاتستخدمها كآلية للدفاع أو للهجوم بل لإرهاب السكان المحليين وإجبارهم على الخضوع لها.
و كان تقرير”أسوشييتد برس” قد وصف الألغام بأنها “تقبع تحت رمال الصحراء المتحركة ووسط ركام الطرق وداخل المدارس المهجورة على استعداد للانفجار بلمسة صغيرة..”، فأماكن الألغام الأرضية التي نشرها المتمردون الحوثيون في اليمن غير معروفة وستظل تمثل تهديدا حتى إذا نجحت آخر محاولات إرساء السلام في وضع حد للصراع.
وسبق لهيئة من الخبراء التابعة للأمم المتحدة أن أكدت أن الحوثيين استخدموا وزرعوا الألغام الأرضية عند انسحابهم من أي منطقة في اليمن، مشيرة إلى أن الأرقام المعلن عنها بخصوص الضحايا لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من كافة حوادث انفجار الألغام التي راح ضحيتها مئات المدنيين وذلك لصعوبة الحصول على تقديرات دقيقة.
إن فخاخ الموت أصبحت تمثل مشكلة رئيسية تؤرق اليمنيين وتهدد حاضرهم ومستقبلهم إذ استنزفت الألغام التي طمرت بأشكال وأحجام متنوعة آلاف المدنيين معظمهم نساء وأطفال.
وقد منح الدعم المقدم من إيران وحزب الله ميليشيا الحوثي القدرة على تصنيع أشكال مختلفة محلية الصنع تتماهى مع الطبيعة وتماثل بعضها الصخور ومواد البناء. علاوة على قدرتها على العمل بدواسات فردية وحرارية مرتجلة مما جعلها أكثر خطورة.
لقد حطمت الميليشيات الحوثية رقما قياسيا في حرب الألغام كواحدة من أمهر الجماعات الإرهابية في العالم في شن هجمات بالعبوات الناسفة.
وكان السيد أسامة القصيبي المدير العام لمشروع مسام قد كشف أن الانقلابيين قد قاموا بإعادة ضبط وتعديل الألغام المضادة للدبابات التي كان انفجارها يتطلب ضغطا بوزن يزيد عن مائة كيلوغرام لتصبح قابلة للانفجار عند الضغط عليها بوزن يقل عن 10 كيلوغرامات وهو ما يعني أنها يمكن أن تنفجر إذا خطأ عليها طفل.
هذا واتهم القصيبي الحوثيين باستعمال تكنولوجيا توفرها إيران مثل أجهزة الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء، وطرق تمويه القنابل التي توضع على جانب الطريق على هيئة صخور والتي تشبه الطرق المتبعة من قبل جماعة حزب الله المدعومة من إيران.
كما أشار إلى أنه تم العثور على ألغام زرعها الانقلابيون في البحر الأحمر تشبه نموذجا وقع عرضه سابقا في إيران حسب تقرير لخبراء تابعين للأمم المتحدة عام 2018. وهو ما يمثل خطرا على السفن التجارية وخطوط الاتصال التي تمر عبر البحر.
وأيد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش موقف القصيبي فيما يتعلق بعلاقة الحوثيين بإيران بقوله “إن اللقاء الذي جمع قيادات من جماعة الحوثي بالمرشد الإيراني علي الخامنئي في طهران ما هو إلا دليل يثبت أن الحوثيين يعملون كوكلاء لإيران”، مردفا أنه لطالما بحث عن تسمية مناسبة لهذه العلاقة وأن لقاءهم مع علي خامنئي أظهر بوضوح ولاءهم كوكلاء وهو الاسم الصحيح لعلاقتهم.
إن اليمن يعتبر الدولة الأكثر احتواء للألغام منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما يعد تهديدا لحياة المدنيين. وسيستغرق الأمر سنوات لإزالتها إذ لا يمكن إعادة إعمار البلاد دون معالجة مشكلة الألغام، بالتالي فعملية تطهير الأراضي من هذه الآفة بند أساسي لإنقاذ اليمن، والمضي به قدما وإلا فإنها ستظل حجرة عثرة في طريق تنفيذ أي مبادرة.