الأخبار

لطالما دأبت الميليشيات الحوثية على تجاهل الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام في اليمن وهو ما لا يدع مجالا للشك أن هذه الجماعة المارقة ليست سوى تنظيما إرهابيا لا يؤمن بالخيارات السلمية ولا يفقه بمنظومة العمل السياسي والإنساني.
فهذه الجماعة متكالبة على الوصول إلى السلطة مهما كان الثمن، إذ لا يهمها إن كان بلوغ كرسي الحكم يكون مشيا على جثث أناس أبرياء أو على طريق مخضب بالدماء. ولتحقيق هذه الغاية استعملت الميليشيات الحوثية كل أساليب القمع والترهيب عدا عن القصف والقنص، لكن كانت للألغام اليد العليا في هذه الحرب العبثية.
فقد اعتاد المتمردون منذ بداية الانقلاب زراعة الألغام أينما حلوا وارتحلوا لسببين أساسيين، أولا: استعمالها كخط دفاع، وثانيا: للانتقام من أبناء شعب كاره لسياستهم ولغطرستهم فهم يعلمون منذ دخولهم إلى أي منطقة أنهم لن يظلوا بها لفترة طويلة نتيجة إصرار أبناء اليمن على دحرهم وتطهير تراب بلادهم من دنسهم، لذلك عمدت هذه الميليشيات إلى زراعة مساحات شاسعة ببذور كراهيتها لتغرز بذلك خنجرا في الجسم اليمني يصعب إزالته نظرا لعمق الجرح، وحتى وإن أفلحوا في تنحيته فإن مكانه سيظل غائرا وندبته ظاهرة للعيان.
فمآسي اليمنيين مع الألغام مازالت فصولها ممتدة وتفاصيلها محفورة في أجساد المواطنين ومشاعرهم بسبب التركة الثقيلة التي تتركها الميليشيات الحوثية خلفها والتي تعبث بأجسام المدنيين.
إن ما تقوم به هذه الجماعة لم يسفر إلا على دمار البلد ومعاناة هائلة لشعبه الذي لم يجن شيئا من هذه الحرب سوى الألم والخوف.
يخرج اليمني للبحث عن رزقه أو لقضاء شؤونه فتصطاده ألغام الحوثيين العشوائية أو العبوات الناسفة التي خطفت مؤخرا أرواح 4 أطفال، فيما أحالت إثنين آخرين على المستشفى بعد أن انفجار إحداها فيهم أثناء لعبهم في منطقتهم بوادي نخلة شرق مديرية حيس بمحافظة الحديدة ويجدر الذكر أن جميعهم أشقاء.
وكان الإعلام العسكري للقوات المشتركة قد عبر عن خوفه من أن تتزايد هذه الحوادث، لأن سيول الأمطار كشفت وجرفت كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الحوثية في المناطق الواقعة جنوب مديرية الجراحى وعلى وجه التحديد في البغيل وبيت الزين والمساجد.
وكانت هذه الجماعة المدعومة من إيران قد حولت الساحل الغربي إلى واحد من أكبر حقول الألغام في العالم فلا يكاد يمر يوم دون وقوع ضحايا في صفوف الأهالي معظمهم من النساء والأطفال.
أما في محافظة الضالع فقد أكدت مصادر محلية أن الميليشيات الحوثية ارتكبت انتهاكات بحق المدنيين، وأقدمت مؤخرا على تفجير منزل المواطن بشير الحالمي في بلدة مخالف بمحافظة آب، وتقوم هذه الميليشيات بتفجير المنازل واستهداف المدنيين بعد كل خسارة تتلقاها على أيادي أفراد القوات المشتركة والمقاومة في جبهات شمال الضالع وغربها.
يأتي هذا في الوقت الذي يسعى فيه مشروع مسام إلى نزع الألغام في اليمن، وتخفيف وطأة هذه المأساة على أبناء هذا الشعب. وكان مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي قد أعلن أن الفرق الميدانية للمشروع نزعت خلال الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر 1708 ألغام وذخائر غير منفجرة ليصل بذلك إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع ولغاية يوم 11 أكتوبر إلى 94167.
في اليمن قد يدعم إزالة الألغام الأرضية جهود مكافحة الإرهاب من خلال ضمان عدم تمكن الجماعات الإرهابية من جمعها لاستخدامها في المستقبل أو إعادة استعمالها لصنع أنواع أخرى من المتفجرات، ومن شأن الاستثمار في إزالة الألغام أن يحدث أثرا كبيرا في حياة آلاف الناس وهو تماما ما يؤمن به القائمون على المشروع.