الأخبار

قال الكاتب والمفكر اليمني محمد يحيى عزان متحدثا عن الحوثيين وعن سياستهم: “لا أؤمن بدين يجيز لأمراء الحرب أن يجرجروا صغار السن ومعدومي الخبرة ومن لا يأذن لهم أهلهم للالتحاق بجبهات الموت! يا من تدعي أنك ولي الله.. حياة الإنسان أكرم عند الله من سلطة تحكم فيها، أو أرض تسيطر عليها أو مفاوضات تخوضها في بحر من الدماء والدموع”.
هذا ما لم تفهمه هذه الميليشيات التي تحمل فكرا إجراميا يسعى فقط لزرع ثقافة الدم والهدم والعمالة والارتزاق محاولة إضفاء صبغة شرعية لها. لذلك تجدهم يركزون على “النشئ والشباب” من أجل السيطرة على مستقبل اليمن. حيث يتبعون سياسة بعيدة المدى بالاستثمار في عقول الأطفال والشباب من أجل بقاء أفكار الحوثي مسيطرة بما يخرج أجيالا موالية لهم ومؤمنة بمعتقداتهم ، وهو ما يمثل تهديدا لمستقبل البلد.
وقد حذر الباحث اليمني محمود الطاهري من مخطط الحوثيين بعيد المدى الهادف إلى إحكام القبضة على عقول الأطفال والشباب عبر التعليم قائلا “إنه في حال استمروا على تلك الوتيرة دون مقاومة مجتمعية سنكون أمام كارثة حقيقية خلال سنوات قليلة وأمام جيل متطرف جديد ومتعصب وطائفي، جيل مستعد للقتال من أجل ما يسمى بالولاية وأحقية السلالة بالحكم وعودة مشروع الإمامة”.
على صعيد آخر، تواصل الميليشيات الانقلابية عمليات النهب والابتزاز للتجار وفرض الإتاوات المالية عليهم تحت مسمى “المجهود الحربي” واستحداثهم لعدد من المنافذ الجمركية في عديد المدن الخاضعة لسيطرتها على غرار صنعاء والبيضاء وأخذ أموال طائلة من التجار كرسوم جمركية غير الرسوم التي يدفعونها في المنافذ والموانئ المعروفة فضلا عن الركود الاقتصادي الذي يعيشه المواطنون نتيجة انقطاع الرواتب واستغلال هذه الجماعة لموارد الدولة لتأسيس محلات تجارية عملاقة باسمها، الأمر الذي جعل عديد التجار يعلنون إفلاسهم أما البقية فينتظرهم نفس المصير لكن يبقى ذلك مسألة وقت وحسب.
وسط هذا التضييق التي يواجهها أبناء الشعب اليمني، تظل الألغام السلاح الفتاك الذي يجهز على ما تبقى من أنفاس اليمنيين، لقد عيل صبرهم واستنفذوا طاقتهم في مقاومة هذا الإرهاب المستشري. إذ تفنن الحوثيون في تشكيل الألغام والعبوات الناسفة وتمويهها وجعلها غير مرئية لتسهيل اصطياد المدنيين.
فهم لم يتركوا برا ولا بحرا إلا ونثروا فيه متفجراتهم متعددة الأشكال والأحجام، وما حصل في منطقة الجاح التابعة لمحافظة بيت الفقيه جنوب الحديدة ليس سوى حلقة من حلقات مسلسل الموت المتواصل، فقد انفجرت عبوة ناسفة زرعتها الميليشيات الإرهابية في المواطن صادق محمد علي عبدالله مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في أنحاء متفرقة من جسده.
لقد أطنبت جماعة الحوثي في تدمير اليمن بشرا وحجرا حتى صار كله يئن ويتوجع من هول ما لحق به. ولم يعد للسعادة مكان في وجوه أبنائه الذين باتوا قاب قوسين أو أدنى من كارثة إنسانية مدوية ستحصد أرواح العديد منهم إن لم يتدخل المجتمع الدولي لإنهاء هذه المعاناة.