الأخبار

معاناة اليمنيين لن تنته بطرد الحوثيين من الأراضي، فالتركة التي طمروها تحت الأرض ستبقى حائلا دون تحقيق الأمان هناك حيث ستظل هذه الغمة جاثمة على صدورهم تفتك بأبناء هذا البلد المسكين لعشرات السنين.
الحوثيون تمكنوا من التسلل إلى حياة اليمنيين بكل خبث ودهاء عبر زراعة الموت التي ستبقى كالسيف المسلط على رقابهم.
ولتسليط الضوء على هذه الآفة أقامت السفارة اليمنية بواشنطن حلقة نقاش بمقر الكونغرس الأمريكي عن كارثة الألغام في اليمن التي تستخدمها الميليشيات الانقلابية بشكل عشوائي وتخريبي لنشر الرعب وترويع المواطنين ومعاقبة الأهالي الذين رفضوا وجودهم وغطرستهم وجبروتهم.
وتطرق السفير أحمد بن مبارك إلى الأثر الإنساني لهذه الألغام وانعكاساتها على المجتمع وتحديدا فئتي النساء والأطفال الأكثر عرضة لمخاطرها بسبب تفنن الحوثيين في زراعتها وطرق التمويه، مشيرا إلى أن إصرار هؤلاء المتمردين على استعمال هذا السلاح المحظور بمعاهدات دولية صادقت عليها اليمن ما هو إلا تأكيد على وحشية هذه الجماعة ورغبتهم الجامحة في إحكام قبضتهم على السلطة حتى وإن كان الثمن استباحت أرواح المدنيين وإراقة دمائهم لقناعتهم بأنهم يفتقدون المشروعية والمصداقية.
كما أوضح أن التقارير الدولية بينت بدقة أن تقنيات تصنيع الألغام والمواد الداخلة في تركيبها والقطع التي تتكون منها هي من صنع إيراني وقد قال بن مبارك “هذه هي هدية النظام الإيراني لشعبنا وهذه إسهاماتهم في تنمية بلادنا بقطع أطراف الأطفال وتشويه النساء والشباب وقتل المسنين”، حيث تفيد التقارير بأن الحوثيين عمدوا إلى استخدام الألغام ونشرها بمعدل مرتفع جدا فزراعة مليون لغم أرضي في أرض اليمن يعد جريمة شنعاء غير مسبوقة لذا ينبغي على المجتمع الدولي أن يسهم بجدية في صنع السلام المنشود في اليمن وذلك بتجريم هذا الفعل ومعاقبة اليد الآثمة التي أقدمت على هذا العمل الإجرامي وكل من شاركها في تصنيعها وتصديرها.
وخلال الفعالية تم استعراض إحصائيات وتقارير للأمم المتحدة ووزارة الدفاع الأمريكية وهيومن رايتس ووتش وأطباء بلا حدود ومنظمات متخصصة في دراسة آثار الألغام التي تتضمن أعداد الضحايا وعدد الألغام التي زرعها الحوثيون والمناطق التي توجد فيها.
كما كشفت التقارير أن الألغام لا تستهدف فقط أرواح المدنيين، وإنما أيضا مصادر رزقهم من خلال زرعها في المزارع وقرب مصادر المياه وفي أماكن رعي الماشية والمدارس في استهداف صارخ المدنيين لترهيبهم وترويعهم وتقتيلهم ويظهر ذلك جليا خاصة في محافظة تعز حيث تتركز معظم الحوادث والضحايا.
وتم خلال الندوة التطرق إلى جهود مشروع مسام لنزع الألغام الذي يعمل على إنقاذ حياة اليمنيين من خطرها حيث تعمل 32 فرقة لتحقيق هذا الهدف كما استعرض الحاضرون جهود المركز التنفيذي اليمني للتعامل مع الألغام الذي علاوة على قيامه بنزع بذور الموت فإنه يسهر على نشر الوعي بخصوصها وآثارها السلبية والمدمرة حيث تجاوز عدد المشاركين في حملات التدريب والتوعية 36 ألف فرد.
كما تم الاطلاع أيضا على تقارير الأمم المتحدة وتحديدا البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومنظمة اليونيسيف المتعلقة بالألغام وكذلك مركز المساعدات النرويجي والدنماركي لنزع الألغام ومختلف المنظمات العاملة والمهتمة بهذا المجال في اليمن.
وفي ختام الفعالية أصدر المجتمعون بيانا طالبوا فيه المجتمع الدولي والمنظمات المتخصصة بإيلاء هذه القضية اهتماما أكبر و بذل المزيد من الجهد لمنع استخدام الألغام والمساعدة في رعاية ضحاياها سواء بالتطبيب أو بالعلاج النفسي وإعادة التأهيل.
لقد اتفق المجتمعون أن استخدام ميليشيات الحوثي للألغام ليس بغرض الدفاع عن النفس أو تكتيك عسكري بل هو سياسة ممنهجة لبث الفوضى والرعب في نفوس اليمنيين لإخضاعهم لسيطرتهم وإرغامهم على دعم حربهم العبثية.