الأخبار

قصة الألغام ليست حديثة في اليمن، إذ لم تبدأ مع المليشيات لكنها استفحلت معهم. فتاريخها يعود إلى سبعينيات القرن المنصرم بعد أن دخلت البلاد في حرب أهلية جهوية بين الشمال والجنوب، واليوم تغولت الألغام وصارت أكثر انتشارا وفتكا وتعطشا للدم.
قصة الألغام المأساوية في اليمن عادت فصولها أكثر سوادا مع بداية الانقلاب الذي لم يسعى إلى تجريف الحالة السياسية والثقافية فقط بل ساهم في تجريف الأرض اليمنية الخصبة ونثر ألغام الكراهية.
وكانت الألغام والعبوات الناسفة بمختلف أحجامها وأشكالها وأنواعها أحد أخطر الأسلحة التي وضعت الميليشيات يدها عليها. ويوما بعد يوم، برهنت الميليشيات على نواياها الخبيثة وعملها على إطالة أمد انقلابها عن طريق سلاحها الغادر “الألغام”، ذاك الخنجر الذي غرزته في الخاصرة اليمنية.
فالموت المتفجر كان ومازال يروع قلوب السكان لإخضاعهم وشل الحياة من حولهم وكسر إرادتهم وجعلهم يعيشون في بوتقة من العجر والخيبات والجراح ونشر المقابر وإطفاء الأحلام في مهدها.
وهو واقع مأساوي سعت ولازالت فرق مسام المسكونة بالعطاء الإنساني لتغييره من خلال المثابرة في ماراثون حربها الإنسانية على الألغام الغادرة.
فطوال الفترة الماضية، سابقت فرق مسام الزمن لإنقاذ أرواح المواطنين وإبعاد الموت عن طريقهم اعتمادا على الخبرات التي يزخر بها هذا المشروع. كما أن القائمين عليه قد سعوا إلى توفير إمكانيات وأجهزة حديثة مما جعل عمل الفرق أكثر دقة وفاعلية ونجاعة. لذلك تمكنت الفرق منذ نهاية يونيو 2018 ولغاية الفاتح من يناير الجاري من إزالة 210.72 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة منها 7120 خلال شهر ديسمبر الماضي إضافة إلى تطهيرها لأكثر من 18 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية.
وفعلا قدم مشروع مسام نموذجا مشرفا في مجال العمل الإنساني، حيث آثرت أسرته المتلاحمة إنقاذ أرواح اليمنيين، فكانت أسرة مسام لهم الدرع الذي وقاهم ومازال يقيهم شرور الألغام، وها هي اليوم تستميت من أجل رسالتها الإنسانية النبيلة التي عنوانها ” حياة بلا ألغام”.