الأخبار

لقد أضحت المأساة اليمنية مادة إعلامية لكثير من الصحف والوسائل الإعلامية العالمية نظرا للمشاهد المروعة التي يعيشها الصحفي حيث نشرت تقارير موثقة عن أحوال الشعب اليمني.
لقد عمت البطالة وشملت جزءا كبيرا من المجتمع مما جعل المواطنين غير قادرين على تأمين قوت يومهم. فيما أدى القصف المتكرر الى تدمير الجسور والمستشفيات والمصانع الأمر الذي وقف حائلا أمام حصول الأطباء والموظفين على أجورهم. وهذا وتعرض عشرات الآلاف للأمراض بسبب سوء التغذية وعدم وجود الصرف الصحي.
هذه التقارير أطلقت صرخة مدوية للإنسانية جمعاء لوقف معاناة الشعب اليمني الذي يتعرض للقتل والدمار والتشريد والتجويع في مأساة إنسانية ليس لها مثيل.
منذ ما يزيد عن الخمس سنوات، بدأ الانقلاب الجائر على اليمن وتمادت الميليشيات الحوثية في إجرامها في محاولة لاختطاف الدولة وتركيع الشعب حتى صارت الحصيلة اليوم كارثية.
فالملايين يتهددهم الجوع فيما لا يحصل أخرون على مياه صالحة للاستخدام الآدمي أو على الحدود الدنيا من الرعاية الصحية علاوة على تشرد الآلاف وفقدهم لمنازلهم.
لا يوجد في أي مكان في الأرض مثل هذا العدد الكبير من الأرواح المعرضة للخطر. وبالرغم من ذلك هذه الحرب لا تنتهي. وما فاقم هذه الأزمة هو الانتشار الواسع للسلاح الذي صار إحدى المشكلات الأساسية والجذرية المؤثرة في حاضر البلاد ومستقبله ويمثل وحشا يلتهم أكبر مكتسبات هذا الشعب وأصغرها.
لقد أمن حلفاء جماعة الحوثي الموارد الضامنة لاستدامة هذا الكيان الغاصب الأمر الذي أسهم في ديمومة هذ الانقلاب وتوسيع آثاره الكارثية، خاصة من خلال استعمال الألغام التي ما فتئت تنهش أجسام المدنيين وتحيل عددا منهم إلى المقابر في مشاهد مأساوية تراها بوضوح بادية على ملامح أسرهم التي فاضت مقلهم بالدموع ونال الألم من قلوبهم المتجلي في آهاتهم وتنهيداتهم.
هذه الآفة حصدت أرواحا في ريعان شبابها وحرمتهم الحياة، لعل آخر ضحاياها الشابين بكيل عبد ربه عوض العواضي وخالد حسن صالح العواضي الذين قتلا جراء انفجار لغم زرعته الميليشيات الانقلابية في مديرية النعمان شرقي محافظة البيضاء، التي رغم تحريرها من قبضة الحوثيين إلا أنها مازالت تشهد وقوع ضحايا بين قتلى ومصابين ناجمة عن انفجار الألغام.
لذلك يحاول العاملون في مشروع مسام الحد من هذه الكوارث التي زرعت الحزن في كل بيت يمني من خلال إزالة بذور الشر هذه، وقد تمكنت فرقه أثناء الأسبوع الرابع من شهر مارس من نزع 1781 لغم وذخيرة غير منفجرة توزعت على النحو التالي: 254 لغم مضاد للدبابات و3 ألغام مضادة للأفراد و1521 ذخيرة غير منفجرة و3 عبوات ناسفة. ليصل إجمالي ما تم إزالته منذ بداية الشهر ولغاية ال26 منه إلى 10557 لغم وذخيرة غير منفجرة.
تعزز مآلات الانقلاب ونتائجه فكرة ضرورة إعادة النقاشات بشأن اليمن إلى المسار الصحيح وتصحيح المفاهيم التي شوهتها الحرب لخلق فرص حقيقية لنجاح جهود السلام.