الأخبار

قذائف وعبوات ناسفة وألغام مموهة كالصخور موضوعة على جوانب الطرق تتخفى برداء الوفاء لبيئتها الأم، وأخرى مزروعة في حقول المزارعين وبيوتهم وحتى ثلاجات أكلهم، تكشف مدى الدموية وكذلك تحرك الذاكرة لاستحضار تشابه عميق بين ماهية هذه الأسلحة وتلك التي يتم استخدامها من قبل حزب الله في جنوب لبنان ومتمردون في العراق مما يكشف وجود تورط أياد إيرانية فيما يحدث على أرض اليمن من استباحة للدم ونيل من القيم الإنسانية.
ففي بيحان وعقب تحريرها، اكتشفت الفرق الهندسية أساليب مبتكرة للانقلابيين في صناعة وتركيب الألغام الفردية والتي يعد استخدامها محرم دوليا، بل وتم العثور على ألغام فردية تم تركيبها في أشكال متنوعة، فزرعت مرة في الأحجار والصخور ووصلت حتى إلى سجائر التدخين وأقلام الكتابة والأحذية والهواتف النقالة والتلفاز وحتى في علب معجون الطماطم التي تستخدم في الطبخ.
وكانت القوات السعودية المشتركة قد كشفت في وقت سابق عن العديد من المتفجرات المخادعة التي تم وضعها على الجبال ومناطق المواجهات العسكرية باليمن، مشيرين إلى أنه يتم تفجير هذه الألغام عن بعد عبر اللاسلكي وعن طريق انكسار الضوء.
وغطت الألغام ممرات الطرق والمزارع والمسارات الترابية، وزرعت أطراف الطرق المعبّدة بالأجهزة المتفجّرة المرتجلة، من بينها قذائف الاختراق وألغام “كلايمور” المموهة بألواح رغوية مطلية لكي تشبه الصخور.
وامتد جور تلك الألغام إلى البحر، حيث باتت الألغام البحرية كابوسا يهدد حياة الصيادين والسفن التجارية في البحر الأحمر، مشيراً إلى الخطر الكارثي للألغام البحرية “إذا ما جرفتها الأمواج صوب تلك السفن في ممر الملاحة الدولية”.
ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة لعدد الألغام التي تم انتزاعها وضحاياها حتى الآن، غير أن الصور التي تنشرها القوات اليمنية تظهر كميات مهولة من الألغام والعبوات الناسفة بأشكال وأحجام مختلفة، فضلاً عن مخازن ألغام تم ضبطها عقب دحر الميليشيات من مناطق في الساحل الغربي.
من جهته، يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنفيذ مشاريعه لمساعدة الشعب اليمني على التخلص من الألغام ونتائجها الكارثية، بفضل الجهود الحثيثة لفريق مسام لنزع الألغام وكذلك مشروع دعم مراكز تأهيل المصابين والأطراف الصناعية.