الأخبار
لليمن تاريخ طويل وحافل مع الألغام أبرزها حرب “الجبهة” في فترة الثمانينات والحروب بين الشطرين خلال 1972 و1979 وصولا لحرب صيف 1994. لكن خلف هذه النزاعات إرث ثقيل من الألغام وتركة أثقل في عدد الضحايا بين قتيل ومعاق.
إلا أن الألغام التي قامت بزراعتها ميليشيات الحوثي منذ 2015 في أنحاء اليمن وقبلها في صعدة منذ 2014، غدت الأخطر على حياة الناس بسبب انتشارها الواسع إذ لا تكاد تخلو منطقة منها.
فخلال الست السنوات الماضية، اقتصر استخدام الألغام الأرضية على ميليشيات بشكل حصري، حيث أشارت التقارير إلى أن هناك أكثر من مليوني لغم أرضي طمرته أيادي الحوثيين موزعة على أكثر من 15 محافظة يمنية.
نتيجة لهذا الإجحاف في نثر العلب القاتلة، صارت الألغام أحد أبرز أسلحة المتمردين وأنجعها لإستهداف الأبرياء في الجبال والوديان والسهول والأحياء السكنية.
فلا ينسحب هؤلاء الانقلابيون من أي منطقة يدخلونها إلا بعد جعلها منكوبة بمئات الألغام، وهو ما أدى إلى سقوط ضحايا وسيتسبب مستقبلا في مضاعفة عددهم خاصة وأنه تتم زراعتها بطريقة عشوائية ودون خرائط تسهل عملية الوصول إليها ونزعها.
لذلك تصدر اليمن قائمة الدول الأكثر حوادث لانفجار الألغام على مستوى العالم خلال 2018 فقط، وذلك حسب تقرير مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام لأغراض إنسانية. لهذا لا يمكن الجزم بعدد ضحايا هذا السفاح المتخفي في أديم الأرض.
فالعدد الحقيقي يتجاوز ما توصلت إليه بعض المنظمات، حيث تشير تقارير حقوقية إلى أن عدد ضحايا الألغام الحوثية في اليمن تجاوز الـ10 آلاف معظمهم من النساء والأطفال.
وقد تصدرت محافظة تعز المشهد فيما تلتها محافظة الحديدة فمحافظة الجوف.
هذه المصيبة التي جلبتها الميليشيات الحوثية عادت بالوبال على أبناء اليمن وخاصة الأطفال منهم، إذ اجتثت العديد منهم ورمت بهم وسط التربة لتحتضن أجسامهم الغضة فيما سرقت حركة بعضهم الآخر وعبثت بأجسادهم أيما عبث واستكثرت على عدد منهم حتى رؤية العالم.
هذه الحركة رمت بدولة وشعبها إلى الجحيم دون رحمة أو شفقة لا لشيء سوى أنها تود فرض معتقداتها وفكرها الطائفي الذي يمنحها الأحقية بالولاية عدا عن فرض أجندة حليفتها.
هذا المشروع التدميري قوبل بمشروع باعث للحياة وباحث عن النور وسط الظلام ومدافع عن حق الإنسان في العيش والأمن، لذلك لطالما كان شعاره “حياة بلا ألغام” لأنها المتسبب الأول في تأزم الأوضاع وإرهاب المواطنين وإلحاق الأذية بهم وبأرضهم التي غصت بهذا السم الزعاف.
لذا انتشرت فرق مشروع مسام في مناطق مختلفة لتجنب اليمنيين المزيد من الأوجاع التي لم تبارحه منذ بروز هذه الجماعة على الساحة اليمنية.
وكان الفريق 13 قد تمكن منذ بدء عمله وحتى اليوم من تأمين وتطهير 30 حقل ومنطقة ملغومة قدرت مساحتهم الإجمالية بـ700 ألف متر مربع نزع منها 3 آلاف لغم وعبوة ناسفة إضافة إلى القذائف والذخائر غير المنفجرة.
بروح الفريق الواحد، تواصل فرق مسام العمل بإصرار وعزيمة لإزاحة هذا العبء المميت عن كاهل اليمنيين وتطهير أرض هذا البلد من فخاخ الموت المتناثرة في ربوعه متحدين كل الصعوبات والعقبات التي تواجههم غير مبالين بالموت المتربص بهم.