الأخبار
قتل الناس، بتر أطرافهم، تهجيرهم، حرمانهم من جميع مقومات الحياة.. هل نطلق على هذه الأفعال مأساة أو جريمة أو دفاع عن النفس؟ لا يمكن للعقل البشري أن يفسر ما تقوم به هذه الجماعة الإنقلابية لكن لسائل أن يسأل هل كانوا جزءا من هذا البلد؟ فأفعالهم تستحي منها الشياطين، إذ تفننت ميليشيات الحوثي في ابتكار وسائل الموت التي تستخدمها ضد أبناء اليمن لكن تبقى الألغام الأكثر فتكا بالمواطنين حيث تسببت لهم في مآس لا تحصى ولا تعد.
فقد نوع الحوثيون في أدوات القتل والخراب ولجؤوا إلى أفكار خبيثة في زراعتها باتت على إثرها تمثل خطراً على حياة السكان وتشل حركتهم فصاروا غير قادرين على بلوغ مزارعهم ومدارسهم وحتى منازلهم التي هجروا منها قسرا بسبب هذه الآفة.
جحيم يعاني منه الشعب اليمني جراء الأعمال الإرهابية لجماعة الحوثي التي لا تتورع عن استعمال أفظع الأساليب لبسط سيطرتها وتحقيق تقدم نسبي بعد أن سقط قناعها وكشفت عن وجهها الحقيقي ليستحقوا لقب “أعداء الإنسانية” عن جدارة.
فالألغام لم توفر أحدا ولم تكترث لحال أحد لذا صارت الكراسي المتحركة الملاذ الأخير للنساء والأطفال والشيوخ على حد السواء. هذا حال أبناء اليمن وهذه هي المشاهد التي تتكرر منذ 5 سنوات وهاهي مازالت هذه الفئة مستمرة في فظاعاتها وانتهاكاتها بحق البشر والحجر والشجر والدواب.
إن الحوثيين تمكنوا من بث سمومهم في أوساط المجتمع اليمني وتدمير الشعب وكانت الألغام جزءا أساسيا من أدوات انتقامهم استطاعوا من خلالها التسلل إلى مستقبل اليمنيين لذلك سيكون هذا البلد في حاجة إلى 10 سنوات على الأقل لإزالة بذور الموت التي لم يشهد تاريخ البشرية زراعة هذا الكم الهائل كما فعل الحوثيون في اليمن متجاهلين كل الأعراف والقيم والقوانين المجرمة لها لما لها من أخطار على الحاضر والمستقبل.
لذلك كانت للمبادرة السعودية أثرا كبيرا في نفوس اليمنيين حيث أعادت لهم الأمل في استعادة يمنهم السعيد وهو ما أكده مدير العلاقات والتنسيق بمشروع مسام محمد ولص بقوله “العمل في محافظة شبوة يسير بصفة حثيثة وهناك إرتياح شعبي كبير لوجود فرق مشروع مسام التي تسعى لتأمين حياة اليمنيين، حيث تواصل الفرق الهندسية التابعة للمشروع نزع الألغام وتأمين المناطق المكلفة بالعمل بها”.
وتعد المناطق التي كانت تتمركز فيها الميليشيات ثم حررت الأكثر خطراً نظرا لأنها تحتوي على كميات هائلة من الألغام التي لازال خطرها قائما رغم المجهودات التي تبذلها فرق مسام لاستئصال”الشياطين الصامتة” لتأسيس دولة آمنة.
هذا العمل الإنساني الذي يسهر مشروع مسام على تحقيقه يجب أن يلاقي دعما شعبيا وأمميا واسعا حتى يتفادى هذا البلد السقوط في الهاوية خاصة في ظل التدهور الصحي والبيئي والزراعي والإقتصادي.
وقد كان أبناء شبوة خير مثال على هذا التعاون والإيمان برسالة المشروع حيث قال قائد فريق المسح الفني عبدالله سالم حسن “نشكر أبناء شبوة على تعاونهم من خلال مدنا بمعلومات عن المناطق الملغومة فقد كانوا مصدر معلوماتنا الأول لمعرفة أماكن الألغام وأدعوهم إلى مواصلة ذلك حتى تتمكن من تطهير المنطقة من هذه الأشياء الموبوءة”.
إن العديد من الأشخاص لقوا حتفهم وآخرون فقدوا أطرافهم عدا عن تشوه وجوههم وأطرافهم هذا كله بسبب الألغام الملعونة هذه الوسيلة الإجرامية التي تستعملها الميليشيات الحوثية لإبقاء الشعب اليمني تحت سيطرتها.لكن هل سيجد هؤلاء المتجردون من آدميتهم إجابة عندما يقول لهم طفل” أريد أبي حيا” أم أن إجابتهم سيكون ثمنها ثلاث دولارات يسكتون بها صوته للأبد.