الأخبار
الكراهية تولد العنف، وهذا العنف نتيجته الحتمية هي الخراب، فالكراهية تعمي الشخص فلا يفكر في عواقب الحروب الوخيمة خاصة وإن كان بطبعه متجردا من إنسانيته، فهو يفضل أن يقتل الملايين على أن يكون مهزوما. كراهيته للآخر ورغبته في البقاء تدفعه لفعل أي شيء وكل شيء وهو تمام ما تقوم به ميليشيات الحوثي.
فحين تشتد ضراوة الحرب وتسفك الدماء ويكثر القتل وتفوح رائحة الجثث من كل مكان حينها لا يمكن الحديث عن حياة. ففي زمن الآفة الحوثية لا يملك الأهالي غير أن يتنفسوا وأن يصارعوا من أجل البقاء ولا يحق لهم التفكير في غير انتزاع يوم جديد يحيونه في ظل أراض ملغومة يختبئ الموت في كل شبر منها، حتى بات الموت والبتر والتفجير أخبارا يومية لليمنيين وصارت مقلهم لا تجف من الدمع.
إذ تأتي فواجع اليمن متتالية ومسرحها الأراضي الملغومة. أشلاء مترامية هنا وهناك، دمار وحطام السيارات المتفحمة هو المشهد اليومي الذي يلمحه الناظر على طول الطرقات.
فالكثير من ضحايا الألغام عائلات بأكملها قضت نحبها وآخرون نالت منهم شظايا الألغام فأقعدت أغلبهم. وهاهي الميليشيا الانقلابية تكتب صفحة جديدة في صفحات مسلسلها الدموي فقد أفاق اليمنيون بالأمس على خبر حزين ومؤلم هز مشاعر أبناء محافظات الجوف اليمنية، حيث انفجر لغم بسيارة على متنها أطفال مرفقون بأسرهم وذلك أثناء تنقلهم من مخيم نزوحهم القريب من جبل شيحاط إلى سوق مدينة حزم.
وأسفر هذا الحادث عن استشهاد الطفلين جمال مبخوت حمد مطلق ذا 13 ربيعا وأخيه محسن الذي يكبره بعامين، فيما أصيب 3 آخرون إصابات متفاوتة حيث ابتلي كل من علي مبخوت حمد مطلق البالغ 18 عاما وعائض عسكر حمد مطلق ذا 17 عاما بإصابات خطيرة أما الطفل منصور مبارك حمد مطلق البالغ من العمر 16 عاما فقد أصيب إصابة متوسطة.
ولطالما كان التفخيخ والتفجير من إنجازات الحوثيين منذ ظهورهم إذ يحاولون تمرير تسيدهم على رقاب اليمنيين بقوة السلاح حتى و إن كان ذلك على أشلاء جثثهم.
هذا الإجرام الحوثي المستشري في محافظات اليمن زاده الصمت الدولي قوة لذلك صار لا يكترث للدمار الجاري في البيت اليمني خاصة مع تواصل سكوت الأصوات الناقدة لصلفه وهو ما جعله يتفنن أكثر في زراعة الألغام والعبوات الناسفة بطريقة عشوائية وعلى مساحات واسعة بهدف إسقاط أكبر عدد من الضحايا.
سيحتاج اليمن إلى عشرات السنوات للتعافي مما هو فيه اليوم، عشرات السنوات من عمر سكانه وهو ما يعني تمكن الحوثيين من العبث بحاضر ومستقبل اليمن.. وحشية بعيدة المدى لا يمكن تحديد نتائجها.