الأخبار
يمكن للمرء أن يرى بوضوح الأثر المدمر الذي خلفه الانقلاب على المجتمع اليمني، فقد انهارت البنى التحتية لقطاع الصحة وكذلك هي حال البنى التحتية لقطاع المياه والصرف الصحي. كما أن الناس يعانون أكثر فأكثر لتأمين الغذاء فيما تقل فرص العمل بمرور الوقت.
يمكنك كذلك رؤية الأثر المباشر للانقلاب على حياة الناس، إذ ترى المدنيين يجرحون ويقتلون بسبب الضربات الجوية أو الأعيرة النارية أو الألغام والمتفجرات المنتشرة. هذا عدا عن الناس الذين يلقون حتفهم نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها.
فهم لم يحصلوا على لقاحاتهم لأن نظام الرعاية الصحية لم يعد موجودا حيث يعيشون، إذ دمرته يد الميليشيات الحوثية إما عن طريق القصف أو التفجير باستخدام الألغام.
إن زراعة الألغام الأرضية في المناطق السكنية وفي المستشفيات والمدارس.. هي جريمة قتل غادرة كونها تأخذ نمط الكمائن الخفية التي يصعب على المدنيين تمييزها وبالتالي تجنبها.
وأظهرت نتائج البحوث الميدانية التي أجرتها عدة منظمات تسبب هذه الآفة بأضرار فادحة للمدنيين باعتبار أنها زرعت في الأحياء السكنية والطرق العامة والشوارع الرئيسية والمنازل والمزارع وأماكن عبور يسلكها اليمنيون يوميا، مما انجر عنه قتل وتشويه آلاف المواطنين إضافة إلى مئات حالات الإعاقة الدائمة.
لقد كانت عمليات زراعة الألغام في الأحياء السكنية والمزارع تتم أثناء نزوح المدنيين بسبب الانتهاكات التي تمارس في حقهم على يد هؤلاء المتمردين، لكنها بقيت رابضة تنتظر عودتهم لتكون الصدمة التي هزت أوصالهم.
هذا الاستهداف الوحشي للمواطنين يأتي على خلفية رفضهم الانضمام إلى صفوف هذه الميليشيات أومساندتها أو الانصياع لأوامرها.
لذلك خلال فترة الانقلاب، جرت أكبر عملية زرع للألغام الفردية والمضادة للمركبات والعبوات الناسفة في تاريخ اليمن الحديث، خلفت أرقاما مهولة وقصصا مرعبة عن الضحايا الذين تعرضوا لانفجاراتها.
مرحلة خطرة وهامة في حياة أبناء اليمن نتيجة لما لاقوه من مآس وويلات إثر زراعة الألغام وانفجارها بأجسادهم وتحويلها إلى أشلاء يصعب جمعها.
إن هذه الأعمال والانتهاكات تتنافى مع كافة المعاهدات والأعراف الأخلاقية والدينية، لذلك على المجتمع الدولي أن يتدخل لإيقاف هذا النزيف الحاصل في الأرواح أولا وفي الممتلكات والبنية التحتية ثانيا.
هذه الأحداث الدامية التي تشهدها الساحة اليمنية دفعت المملكة العربية السعودية إلى التحرك لإنقاذ اليمنيين من بطش هذه المتفجرات عن طريق ذراعها “مسام” الذي يعمل بصفة مسترسلة منذ انبعاثه على إزالة الأشواك عن طريق المواطنين. وقد استطاع إلى حدود نهاية الأسبوع الأول من شهر ديسمبر من إزالة 204507 ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة.
وكان قائد الفريق 12 مسام، المهندس محمد الحزيف، قد أكد أن فريقه تمكن من مسح وتطهير 7 حقول ملغومة في محافظة الجوف و4 حقول في محافظة مأرب وكذلك حقل في منطقة “القنذع” بمحافظة البيضاء.
هذه الجهود المبذولة من قبل عاملي مسام أتت أكلها حيث تمكنت من إعادة الحياة لعدة مناطق عدا عن إنقاذ أرواح كانت قاب قوسين أو أدنى من الهالك.