الأخبار
تستمر معاناة الشعب اليمني مع انتشار الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الحوثية أثناء انسحابها وتقهقرها أمام المقاومة المشتركة وقوات التحالف العربي، حيث أودت بحياة المئات من المدنيين وأحدثت تشوهات وبترت أطراف الآلاف من السكان. ففي كل حي أو قرية عشرات القصص المأساوية مع الألغام.
فالحرب في اليمن انتزعت صفة أكبر مأساة إنسانية عن جدارة فهي لم يكفيها ما ألحقته من دمار وتقتيل وتهجير ومجاعة وأمراض بل أضافت الميليشيا الحوثية لمستها الإجرامية بزرعها للألغام الأرضية في المسالك والدروب وقد مثلت حربا موازية يخوضها اليمنيون يوميا.
فالموت الصامت قابع منذ أيام وأسابيع وشهور وسيظل قابغا لعقود قادمة ينتظر بصبر وهدوء ليفتك لأبناء اليمن واحدا تلو الآخر. هذه الألغام المتراصة حولت عديد المناطق السكنية والمزارع والطرقات إلى حقول ألغام مفتوحة تنهش كل من يقترب منها وتزرع الحزن والرعب في قلوب أهله وذويه.
أشكال وأنواع مختلفة من الألغام تستهدف الأخضر واليابس، البر والبحر وضعت بها الميليشيات الحوثية بصمتها الدموية. هذا التوق إلى دماء الأبرياء عن طريق زراعة علب الموت بطريقة عشوائية ودون خرائط يستدل بها عن مكانها وبكثافة غير مسبوقة يكشف عن رغبة جامحة في الإنتقام وإحلال الموت والخراب بهذا البلد.
وقد أكد البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام أمام المانحين الدوليين والمنظمات غير الحكومية بالعاصمة الأردنية اكتشاف ألغام جديدة وألغام محورة مرتجلة زرعتها ذراع إيران في اليمن بكثافة عالية علاوة على عبوات ناسفة تعمل بالأشعة تحت الحمراء ويتم التحكم بها عن بعد.
كما استعرض البرنامج مجموعة التحديات الجديدة والمعوقات والصعوبات التي تواجه البرنامج للتعامل مع الألغام في اليمن مشيرا إلى مشكلة الألغام البحرية التي ظهرت في شواطئ البحر الأحمر وفتكت بالمدنيين.
فاستخدام الألغام تظهر القسوة البالغة للحوثيين تجاه اليمنيين وتبين الحقد الدفين الذي تكنه هذه الجماعة لهذا البلد لذلك تعمل بعض الجهات على إزاحة هذا العبء من خلال إزالة الألغام والعبوات الناسفة الرابضة تحت الأرض.
وقد تمكنت فرقة نزع الألغام التابعة لهندسة اللواء الأول صاعقة بالقوات المشتركة من تفكيك شبكة متفجرات وألغام في المناطق المحررة وحولها بعد أن خاضت قوات اللواء الأول معارك ضارية مع المتمردين في تخوم مدينة الفاخر الإستراتيجية استطاعت على إثرها تحرير مواقع جديدة وطرد عناصر الميليشيات منها.
فيما تمكنت الفرق الميدانية التابعة لمشروع مسام خلال الأسبوع الماضي من نزع 1673 لغم وذخيرة غير منفجرة.وقال المدير العام للمشروع السيد أسامة القصيبي أن فرق المشروع نزعت 1350 لغم مضاد للدبابات و4 ألغام مضادة للأفراد و305 ذخيرة غير منفجرة و14 عبوة ناسفة ليبلغ إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع ولغاية 1 أغسطس 79986 تنوعت بين ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة.
رغم المجهودات مازال عديد اليمنيين في انتظار قدر مجهول فالمئات من الأبرياء الذين لم تنل منهم رصاصة طائشة أو قذيفة عشوائية يقعون ضحايا بشكل يومي للألغام الأرضية لكن مازالوا صامدين في وجه الإرهاب الحوثي ومصرين على طردهم من أرضهم عملا بمقولة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة” هم يناضلون لقطع الأيادي والرؤوس ونحن نناضل لتبقى الرؤوس شامخة والأيادي مرفوعة”.