الأخبار
قد لا يكون الحوثيون أول طرف محارب يستخدم الألغام الأرضية في اليمن، لكنهم يعمدون إلى زرعها بمعدل مرتفع للغاية.
فمنذ 21 سبتمبر 2014، دأبت جماعة الحوثي على طمر ألغامها في مختلف أنحاء اليمن، حيث غصت بها المدن والقرى على حد السواء ناهيك على طول الساحل وعلى الحدود مع السعودية وحول المدن الرئيسية وعلى طول طرق النقل المرتبطة بصنعاء.
ولا تختلف الألغام الأرضية بشكل كبير عن الأجهزة المتفجرة المرتجلة الأكثر شيوعاً. وخلافا لهذه الأخيرة، التي تعرف من خلال كيفية صنعها، يتم تحديد الألغام من خلال طريقة تفعيلها الذي يتم من قبل الضحية مما يعني أنها تنفجر بسبب الدوس عليها، الأمر الذي يجعل المشي على أرض اليمن كالوقوف على فوهة بركان ينتظر انفجاره في أي لحظة.
وترك الحوثيون مسارا مليئا بالألغام إثر انسحابهم من محافظات عدن ولجح والبيضاء ومأرب في 2015 و2016. هذا الانتشار الواسع لهذه الآفة أخر وصول المساعدات لهذه المناطق المنكوبة وعودة النازحين عدا عن تأخير استصلاح الأراضي.
مما سبق، يتضح أن الميليشيات الحوثية بأساليبها وتقنياتها إضافة لاستخدامها العنف المفرط ضد المدنيين في اليمن دون أن تقبل بحلول سياسية عملت على إطالة أمد حربها واستنزاف اليمن بشرا وأرضا خدمة لمصالح حليفتها في المنطقة والتي تعتبر اليمن حصان طروادة.
إن هؤلاء المتمردين يعتمدون على زرع المتفجرات والألغام المحرمة دوليا ليس للدفاع عن النفس بقدر ما هي “سياسة ممنهجة من أجل استهداف الأبرياء”، وإيقاع أكبر قدر من الضحايا كسياسة انتقامية من المدنيين في ظل النزيف المستمر في صفوفها وخسائرها اليومية للعشرات من مسلحيها، إضافة إلى وقوف اليمنيين حصنا منيعا في وجه مخططها الرامي إلى إخضاع البلاد لسلطتها.
لقد تسببت الألغام في إبادة جماعية للمدنيين مما جعل رائحة الموت تفوح من كل حدب وصوب وصوت النحيب والبكاء والألم تصم الآذان وتمزق نياط القلب.
لذلك، وتلبية لنداء الإنسانية وقيم حب الخير للآخر وتوفير بيئة آمن، يتفانى عاملو مشروع مسام في نزع الألغام من أرض اليمن والتي رسمت الحزن على قسمات الناس، حيث لم تثنهم خسارتهم لـ21 نازعا من طواقم المشروع عن المضي في إنقاذ أرواح الأبرياء من فتك هذا العدو الرابض في جوف الأرض.
وتمكنت فرقه الهندسية إلى حدود 16 من أكتوبر من إزالة 192467 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة من المناطق المحررة منها 3270 خلال الأسبوعين الأولين من هذا الشهر.
وللتذكير فإن مشروع مسام يعمل بأكثر من 400 متخصص يتولون تطهير الأراضي اليمنية من الألغام وإزالة هذه الأشواك التي أعاقت الحياة هناك.
لقد دمرت القوى الانقلابية اليمن ومازالت ماضية في هذا العمل الإجرامي غير مهتمة بالصدع الذي أحدثه في البيت اليمني. فهل سيجد هذا البلد الخلاص من هذه الفئة الضالة؟.