الأخبار
“أرض الموت” هكذا يحلو للعديدين تسمية اليمن بعد أن حولت الميليشيات الحوثي مساحات واسعة منه إلى ساحات مفتوحة من الألغام القاتلة في محاولة لإطالة أمد الانقلاب وتكبيد المدنيين خسائر فادحة.
ولطالما مثلت الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع أحد أخطر الأسلحة التي استخدمتها الميليشيات على مدار سنوات انقلابها منذ صيف 2014.
فقد زرعت أعدادا مهولة جدا من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية في البر والبحر وبطريقة عشوائية.
وخلال هذه السنوات الست من انتهاكات الحوثيين لحقوق الإنسان، وثقت المنظمات الدولية والإنسانية سقوط آلاف الضحايا من المدنيين جراء الألغام.
وتؤشر الأطراف الصناعية التي باتت جزءا من أجساد كثير من أبناء هذا البلد المسكين على عمق الجريمة التي ارتكبت والتي مازالت ترتكب هناك، حيث لم يسلم من هؤلاء المرتزقة حجر ولا شجر ولا بشر ولا دين ولا وبر، إذ يزجون البلاد بأسرها إلى مواجهة المدافع والقنابل ويزرعون في طرقهم الألغام.
وحسب مشروع رصد الأثر المدني، فإن عدد ضحايا ألغام الحوثي بلغ 68 ضحية منهم 37 قتيلا وذلك منذ مطلع 2020 فقط.
كما أكد أن الألغام المزروعة في الأراضي الزراعية والقرى والآبار والطرقات أجهزت على 140 مدنيا بينهم 19 طفلا في محافظتي الحديدة وتعز منذ 2018. هذا عدا عن تعطيل عجلة الحياة إذ لم يعد اليمنيون قادرين على الولوج لمزارعهم أو جلب قوتهم وقوت أسرهم أو حتى البقاء في منازلهم. هذا ومنعت الألغام الأرضية المنظمات الإنسانية من إيصال المساعدات لمستحقيها.
رغم الظروف الصعبة والوضع المظلم الذي يلف اليمن، يواصل مشروع مسام عمله بجد لمساعدة الشعب اليمني على التخلص من الألغام الحوثية ونتائجها الكارثية خاصة بعد تضاعف خسائرها البشرية والمادية.
وقد تمكنت فرق المشروع خلال الأسبوع الثالث من شهر أغسطس الحالي من إزالة 1257 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، ليصل مجموع ما تم نزعه منذ بداية الشهر ولغاية الـ21 منه إلى 3318، بالتالي بلغ إجمالي المتفجرات المنزوعة منذ انطلاق المشروع ولغاية 21اغسطس 180955، ما يدل على المجهودات الكبيرة المبذولة لإزاحة هذه الأشواك من طريق المدنيين.
وكان المدير العام للمشروع السيد أسامة القصيبي قد أشار إلى أن 90% من الألغام المنزوعة محلية الصنع أو تم تعديلها محليا الأمر الذي يؤكد إصرار هذه الجماعة على إلحاق الأذية والمضي قدما في تنفيذ مخططها الإجرامي بكل وحشية ودون إيلاء أي اهتمام لأرواح الناس التي استرخصتها وجعلت منها وسيلة للوصول إلى مبتغاها.
إن التعطش للسلطة والتسلط جعل الميليشيات الحوثية تتخلى عن إنسانيتها وتتحول إلى مجموعة مسوخ مجردين من أي إحساس تقودهم فقط مصلحتهم الأمر الذي دفعهم إلى تفخيخ حاضر ومستقبل شعب بأسره باستخدام الألغام التي ستقف عائقا لسنوات عديدة أمام أي جهود للتنمية أو السلام.