الأخبار

الدمار والخراب هو ما نشره الانقلاب الحوثي على الأراضي اليمنية وهو المشروع الذي قدم من أجله هؤلاء الإرهابيون. الدمار والخراب هو عنوان لكل مدينة وقرية يمنية مرت منها هذه الجماعة لتخلف وراءها كما من المآسي والأوجاع التي لا يمكن أن تندمل بسهولة.
حتى يومنا هذا ساهم الحوثيون في جلب المعاناة بكل تفاصيلها إلى اليمن تحت عناوين مختلفة لعل أهمها الموت، المرض، الجوع، الفقر، النزوح… وما خفي كان أعظم.
فالحوثيون يخوضون حربهم العبثية بغية السيطرة والتمدد أكثر على الأراضي اليمنية غير مكترثين لحجم الدمار الذي يخلفونه في كل مرة خاصة في الأرواح. فكما هو معلوم، حياة البشر لا تساوي شيئا في قاموس هذه الجماعات الإرهابية.
بعد 5 سنوات ونيف مازالت ميليشيا الحوثي موغلة في وحشيتها ومازالت مصرة على إلحاق الأذى بهذه المنطقة الجغرافية التي لم تعد تقوى على تحمل المزيد من الوجع. ففي عهد الآفة الحوثية صار اليمنيون لا يملكون الحق إلا في التنفس والصراع للبقاء، فهم يكابدون من أجل المحافظة على حياتهم.
ورغم الصدع الذي أحدثه هؤلاء المارقون مازالوا يرددون أكاذيبهم ويحاولون بشتى الطرق كسب الوقت لفرض الأمر الواقع.
وتشهد عديد القرى والمدن موجات نزوح كبيرة جراء اشتداد التضييق والمعارك وخاصة في مديرية جبل حبشي غرب تعز التي سببها لها موقعها الجغرافي كوارث لا حصر لها. وكان الصحفي “عصام السفياني” قد قال إن الميليشيات الانقلابية ومنذ تدشينها لحربها المسعورة على تعز منذ 3 أعوام، أصابت مديرية جبل حبشي لعنة الجغرافيا، حيث وضعها موقعها ضمن خارطة المحافظة في مواجهة حرب قذرة شنتها ومازالت الميليشيات على هذه المديرية من كل الاتجاهات، لتدفع بذلك جبل حبشي فاتورة باهظة من الخسائر، حيث فتحت الميليشيات أكثر من 11 جبهة قتال على مناطق المديرية بداية بالضباب والمسراخ والتغرية والكدحة وصولا إلى الأشروح والرحبة حاليا، لتتحول جغرافيا المديرية إلى مسرح لعمليات الميليشيات التخريبية ولتعاني المنطقة مرارة التهجير والحصار والتشريد والتلغيم.
لقد نشبت أيادي الشر خنجر غدرها في الجسم اليمني باستعمال الألغام لتتسبب له في ندوب لن يداويها الزمن مهما طال، لكن مازال مشروع مسام يثابر من أجل إنقاذ أرواح الأبرياء من السلاح الغادر الذي دأبت الميليشيات على زراعته في كل مكان باليمن.
وقد نفذ الفريقان 19 و30 التابعان للمشروع عملية إتلاف وتفجير لـ4100 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في منطقة الشيخ سعيد بمديرية باب المندب بالساحل الغربي.
وحسب تصريح للعقيد خالد الخضر ثابت العمودي المشرف على الفرق العاملة هناك فقد وقع إتلاف 50 قذيفة متنوعة و600 فيوز، و200 لغم مضاد للأفراد و3250 لغم مضاد للدروع.
وتعد هذه العملية التي أنجزها الفريقان 19 و30 العملية الثالثة لفرق مسام خلال شهر والعاشرة منذ انطلاق المشروع في الساحل الغربي، ليصل إجمالي ما وقع إتلافه هناك منذ بداية المشروع إلى الآن 58972 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة وغيرها من مخلفات الحرب.
ويجدر الذكر أن المشروع السعودي في الساحل الغربي يعمل بـ16 فريقا هندسيا موزعين على مديريات ذباب، المخا، باب المندب، الدريهمي، موزع، الوازعية، الخوخة، حيس ويختل إضافة إلى مديرية كرش بمحافظة لحج.
وكان المدير العام للمشروع السيد أسامة القصيبي قد أعلن أن الفرق الميدانية تمكنت خلال الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر من نزع 1286 لغم وذخيرة غير منفجرة توزعت كالتالي 372 لغم مضاد للدبابات و9 ألغام مضادة للأفراد و884 ذخيرة غير منفجرة و21 عبوة ناسفة، ليرتفع مجموع ما وقع نزعه في هذا الشهر لـ5822 وليصل إجمالي ما تم إزالته منذ بداية المشروع وإلى 12 من ديسمبر لـ117216 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة.
إن ممارسات جماعة الحوثي المختلفة تمثل انتهاكات سافرة تكشف عن حقيقة الأيديولوجيا والفكر المتشدد الذي ينطلق منه الحوثيون رغم محاولاتهم البائسة للتستر طيلة الفترة الماضية.. وهي تتطابق تماما مع جل التنظيمات الإرهابية المتطرفة على غرار داعش والقاعدة وغيرها من الجماعات التي عرفت بدمويتها وإجرامها.