للألغام في اليمن صوت واحد وهتاف واحد ونداء واحد مفاده “هل من مزيد؟”، فجهنم اليمنيين التي خلقتها علب الموت المتفجر لا تشبع أبدا وتعرف الارتواء من دم الضحايا ولا تتردد عن التوحش والاستفحال في الجريمة البتة.
وقد هز خبر وفاة 3 مدنيين بينهم طفلين القلوب الرحيمة والضمائر الحية، وذلك جراء انفجار لغم من مخلفات الميليشيات في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة.
وقد فارق الضحايا الحياة على الفور، وهم جماعي خادم زاهر 60 عاما، وطارق إبراهيم محمد مغلسي17 عاما، والطفل حمود جابر عياش 12 عاما.
ورغم الجهود الكبيرة المبذولة من قبل فرق نزع الألغام في مديريات الساحل الغربي وما حققته من نجاحات لا تزال ألغام الميليشيات تشكل كابوسا يؤرق أهالي الساحل الغربي، حيث لا يكاد يمر أسبوع دون وقوع ضحايا، بسبب عشوائية علب الموت وانتشارها الكثيف وطرق تمويهها الغير مألوفة وتطويرها لإلحاق الأذى بأكبر عدد من الأبرياء بدم بارد.
وقد أودى لغم بحياة مواطن بعد انفجار سيارته أثناء محاولته العبور من طريق مغلقة زرعتها الميليشيات بفخاخ الموت المتفجر، إبان الحرب وفرض حصارها على مدينة تعز، جنوب غربي اليمن، قبل عدة سنوات.
وفي تفاصيل الحادثة التي وقعت الأربعاء، قال الناشط “أحمد الباشا” إن “مواطنا حاول الدخول بسيارته عبر طريق جولة القصر المغلق منذ سنوات لتختطف الألغام التي زرعها الميليشيات حياته”.
وأضاف “الباشا” في منشور مرفق بالصور على حسابه بـ “فيسبوك” أن الضحية هو المواطن “هشام عبده راوح” الذي حاول الدخول إلى تعز عبر طريق “جولة القصر” المغلق منذ بداية الحرب بعد أن ضاق ذرعاً من الطريق الطويلة والوعرة للوصول الى داخل المدينة من أجل لقاء اسرته”.
وأشار نقلاً عن مصادر مطلعة، إلى أن لغما أرضيا مخصصا للدبابات انفجر بسيارة هشام، مما أدى إلى وفاته على الفور وقد تحولت السيارة إلى أشلاء.
والجدير بالذكر أن محافظة تعز المكتظة بالسكان تعيش حصاراً مفروضا من قبل الميليشيات منذُ بدء الحرب، مما أجبر المواطنين على اللجوء إلى طرق فرعية وعرة، يقضون عبرها ساعات طويلة للوصول إلى المدينة، حيث قامت الميليشيات إلى جانب حصارها لتعز، بزرع الاف الألغام بطريقة عشوائية في محيط المدينة، أدت الى مقتل واصابة الاف المدينين والمواشي.
جرائم الألغام في اليمن تمتد كأسراب الحمام وترمي باليمنيين إلى مصائر قاتمة، وهو واقع ينبش مشروع مسام الثرى بأظافره لتغييره وتشيد غد أفضل لليمنيين عبر كسر شوكة الألغام واقتلاع شرها للأبد من اليمن الشقيق.