قبل قرابة السبع سنوات، بدأ مسلسل خراب اليمن إنسانا وعمرانا. أكثر من ربع مليون قتيل ونحو ثلاثة ملايين مهجر داخل اليمن وآلاف المختطفين والأسرى والجرحى أكثرهم ضحايا الألغام التي زرعتها الميليشيات.
المعاناة التي تسببها الألغام مروعة جدا. ففي حالة النجاة من الموت لا يخلو الأمر عادة من بتر الأطراف والخضوع لعمليات عديدة وإعادة تأهيل بدني طويل الأمد.
وتكابد الضحية في كثير من الأحيان إعاقة دائمة تنطوي على تبعات اجتماعية ونفسية واقتصادية جسيمة، لذلك تشكل الألغام خطرا داهما وهادما وتحديا كبيرا يواجه الشعب اليمني لسنوات مقبلة.
هذا السلاح الفتاك الكامن يستهدف بصفة مباشرة المدنيين خاصة منهم ورعاة الأغنام والمزارعين، حيث تعتمد المليشيات على تلغيم الطرقات والحقول وحتى البيوت في المناطق والبلدات التي تسيطر عليها، إضافة إلى زراعة هذه العلب بشكل عشوائي حتى باتت الألغام الأرضية إحدى اهم أسباب هلاك اليمنيين خلال هذه الأعوام القليلة المنصرمة.
وأمام هذا الوضع الدرامي، يعمل مشروع مسام على وضع استراتيجيات للتصدي للمخلفات المتفجرة ورفع المعاناة عن هذا الشعب المستضعف، لذلك تواصل فرق هذا المشروع عملها بجهد منقطع النظير مسخرة خبراتها وإمكانياتها لإبعاد شبح الموت الملغوم عن المدنيين والتغلب على المآسي الإنسانية الناجمة عن الألغام وتمكينهم من تحمل المسؤولية على المدى الطويل للتصدي لهذه الجائحة المتفجرة.
فالمشروع السعودي لنزع الألغام ” مسام”، هو مشروع إنساني بامتياز وحيوي لنزع الألغام يخدم ومازال يخدم المواطن اليمني ويضمن له الأمن الحالي والأمان المستقبلي، حيث تمكن إلى حد اللحظة من تطهير عدد من المناطق وإماطة الأذى الملغوم عن متساكنيها مما مكنهم من العودة إلي ديارهم واحتضان ذكرياتهم التي عملت الميليشيات على سلبها منهم.
إن ألغام الميليشيات في اليمن تستهدف الأرض والإنسان والحيوان وكل ماله علاقة بالحياة في محاولة تركيع اليمنيين وسلبهم معاني الحياة غير أن ذلك اصطدم بإرادة أناس أبووا إلا أن ينقذوا هذا الشعب من بطش الموت الملغوم المدبر، وشعارهم الأول والأخير ” يمن بلا ألغام”، وهو وعد قطعوه على أنفسهم وها هي تثبت الأيام أنهم ماضون لعناقه بقوة واقتدار.