الأخبار
عندما اعتلى مقاتلو جماعة الحوثي أسطح المباني المحيطة بمنزل الرئيس عبد ربه منصور هادي وقتلوا حراسه ووضعوه رهن الإقامة الجبرية لم يتركوا مجالا للشك أن التفاوض معهم على تسوية سياسية أمر شبه مستحيل.
وهو ما أكدته الميليشيات الحوثية بمرور الأيام، فهي لاتزال تمارس أبشع الجرائم والانتهاكات الحقوقية بحق الشعب اليمني وذلك مع ارتفاع وتيرة القتل والسحل والتصفية والتعذيب والإعتقالات والإخفاء القسري لعدد من المواطنين علاوة على تجنيد الأطفال.
وسعى الحوثيون طيلة الفترة الماضية إلى زرع ثقافة الخوف والكره والعنف والطائفية بين أبناء المجتمع من خلال ممارسة القتل والتعذيب وتفجير المنازل ونشر الألغام لبث الرعب في قلوب المدنيين والسيطرة على السكان بقوة السلاح.
هذه النبتة الخبيثة ما فتئت تتغلغل في الأراضي اليمنية وتقوي جذورها من خلال توسيع المساحات التي تحتلها ألغامها التي تفتك باليمنيين دون رأفة، وهو ما كشفته سيول الأمطار بمديرية حيس بمحافظة الحديدة حيث عثر على عدد من الألغام والمتفجرات زرعتها الميليشيات الحوثية في قرية الشعينة الواقعة على خط التماس.وأوضحت مصادر محلية أن كميات كبيرة من الألغام والمتفجرات مازالت رابضة في مزارع قرية الشعينة وبالقرب من المواقع التي تتحصن فيها عناصر هذه الجماعة.
هؤلاء الشرذمة المقيتة نشروا بذور حقدهم وكراهيتهم في كل مكان يحلون به، فالألغام الأرضية باتت تشكل هاجسا لما تحدثه من آثار وخيمة حاضرا ومستقبلا.
قتل وتشويه وبتر لأطراف اليمنيين ينجزه لغم لا يكلف أكثر من 3 دولارات، بينما تبلغ تكلفة نزعه لإنقاذ الناس من مخاطره 300 دولار، الأمر الذي جعل المملكة العربية السعودية ترسي مشروعها مسام على التراب اليمني لتقدم يد العون لهذا البلد الذي أدماه الإنقلاب وخضب أرضه بدماء أبنائه.
وتمكنت الفرق الميدانية التابعة للمشروع خلال الأسبوع الماضي من نزع 1980 لغما وذخيرة غير منفجرة توزعت كالتالي: 332 لغم مضاد للدبابات ولغمين مضادين للأفراد و1629 ذخيرة غير منفجرة و17 عبوة ناسفة، ليصل مجموع ما تم نزعه منذ بداية شهر سبتمبر ولغاية يوم 13 منه 4936 وليبلغ إجمالي ما أزالته الفرق الهندسية منذ انطلاق المشروع 89761 لغما وذخيرة غير منفجرة.
إن الشعب اليمني يواجه صراعا مريرا كرسته الميليشيات الحوثية لا يعرف سبيلا للتخلص منه. ولا يوجد حل قريب يلوح في الأفق بسبب تعنت المتمردين الذين يريدون الوصول للحكم ولو مرورا على جثث أبناء بلدهم الذين لم يرتكبوا أي ذنب ليعاقبوا عليه بهذه الطريقة الشنيعة.