الأخبار

“حقول الموت” باليمن كارثة إنسانية بما للكلمة من معنى حيث تنتهج ميليشيات الحوثي سياسة زراعة الألغام بأعداد كبيرة في مناطق التماس لإعاقة تقدم القوات اليمنية الساعية إلى تحرير اليمن من عربدة هذه الجماعة الانقلابية.
لقد تخلص عناصر الميليشيات الحوثية من آدميتهم، فهم يدخلون حياة المواطن اليمني بكونهم روادا للبشاعة والإجرام، إذ تفننوا في إعطاب مسيرة الحياة والتنكيل باليمنيين وتجريعهم شتى أنواع العذاب والمعاناة، لذلك ما فتئ الجيش اليمني يسعى لدحر هذا الإرهاب الذي حول اليمن السعيد إلى حزين يعيش يوميا على أنات أبنائه وعلى آلام المصابين ودموع اليتامى والأرامل.
وأمام تقدم قوات الجيش اليمني صارت الميليشيات الحوثية تعيش حالة من الهلع حيث عجزت على التصدي لتقدم القوات الشرعية، ومع تهاوي تحصيناتهم الدفاعية لجأت الميليشيات إلى تفخيخ مداخل المدن وزرع كميات هائلة من الألغام في محاولة يائسة لإيقاف هذا الزحف الذي يهدد وجودهم، إذ قامت هذه الفئة الضالة بزرع محيط مدينة تعز بآلاف الألغام كما فخخوا أغلب البنايات الواقعة في مناطق التماس وكثفوا من عدد فرق القناصة، وهو ما يجعل عمل رجال الجيش الوطني أكثر صعوبة، فكلما حاولوا التقدم إلا ووجدوا أنفسهم في مواجهة الألغام وحينما يحاولون نزعها يواجهون وابلا من رصاص فرق القناصة وفقا للصحفي هشام المسوري.
هذا الخطر لم يثن القوات على المضي قدما لتحقيق أهدافهم، فمنذ ثلاثة أيام والجيش يخوض معاركا شديدة مصرا على اختراق وكسر الخطوط الدفاعية المليئة بالألغام والبنايات المفخخة.
عناصر الجيش أعلنوا تحديهم لآلة الموت التي تترصدهم مع كل خطوة مقدمين تضحية كبيرة في سبيل كسر شوكة هذه الفئة المارقة وبالفعل دفع ثمن هذه البسالة ستة أبطال خلال يومين وقبلهم أربعة آخرون جميعهم بفعل العبوات الناسفة والألغام، ثلاثة منهم استشهدوا نتيجة انفجار بناية مفخخة في الجهيم بعد أن فرت منها العناصر الحوثية.
معارك صعبة وشرسة يخوضها الجيش برباطة جأش وعزيمة لا تكسر حيث تتقدم القوات ببطء في مساحات مفخخة بألغام مضادة للأفراد والدروع وعبوات ناسفة. معركة متواصلة لتطهير الأراضي اليمنية من الموت الكامن في جوفها.
وبفضل التعامل المستمر مع هذا المشكل ورغم قلة التجهيزات إلا أن أفراد الجيش اكتسبوا خبرات ذاتية محدودة للتعامل مع الألغام والقناصة.
الدوافع الذاتية والإرادة القوية جعلت تلك الخبرات تلعب دورا مهما في التمهيد لتحقيق اختراق في دفاعات الحوثيين بمنطقة الجهيم شمالي المدينة كما ورد على لسان الصحفي هشام المسوري.
المعارك الدائرة في تلك المدينة جعلت السكان لا يفكرون في النزوح حتى إلى الأحياء الملاصقة لمناطق التماس فأغلبهم يفكرون في المقاومة التي يعتبرونها السبيل الوحيد للنجاة.
هناك حالة من التعنت الحوثي تقابلها حالة من الألم والمعاناة في أوساط المجتمع لكن يبقى السؤال المهم كم من الوقت يحتاج اليمن لإعادة ترميم وتأهيل المجتمع فضلا عن ترميم البلاد التي صارت كومة خراب بسبب هذه الجماعة الانقلابية التي تحاول ابتلاع اليمن.