الأخبار
تواصل ميليشيا الحوثي مفاقمة معاناة الشعب اليمني عن طريق ابتكارها لأساليب قتل جديدة مما تسبب بكوارث إنسانية سرقت أحلام اليمنيين البسيطة وقضت على آمالهم في العيش الآمن.
ويمكن للمتابع للشأن اليمني رؤية نتائج استخدام الألغام في كل مكان في اليمن، في الطرقات المخيمات وخاصة في ممرات المستشفيات، حيث لازال يتردد صدى أنات المصابين الذين تعج بهم الأروقة ولا يخفت فيها عويل أهالي المتوفين جراء انفجار آلة الموت التي دفنها الحوثيون عشوائيا في مختلف أنحاء اليمن ومن ضمنها المناطق السكنية والمزارع والطرقات وتحت الأشجار أين اعتاد اليمنيون الجلوس وذلك لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، فألغام الموت والكراهية لم يستعملها الحوثيون كآليات دفاعية أو هجومية بل لترويع السكان وإخضاعهم لسلطتهم بقوة السلاح في خطوة تنم عن مدى الحقد الذي تكنه هذه الجماعة لليمن وهو ما يفسر تفننهم في زراعة الألغام بطرق متنوعة تسببت لهم في مآسي لا حصر لها بين قتل وبتر أطراف وإعاقة دائمة.
وقد لجأ هؤلاء المتمردون إلى أفكار خبيثة لزراعة الألغام حيث يتم صناعتها على شكل ألعاب وأحجار ملونة ووضعها بين جذوع الأشجار وأغصانها وفي أكياس الأرز، إذ لا تفتأ هذه الحركة الدموية تستنبط أفكار جديدة لعل آخرها استخدامها للحيوانات وتحويلها إلى ألغام متحركة لسفك الدماء في الحديدة، فقد أكد مصدر عسكري أن الميليشيات الحوثية أقدمت على تفخيخ جمل بربط متفجرات حوله وإطلاقه نحو وحدات المقاومة المشتركة المتمركزين في خطوط التماس.
كما ذكر المصدر أن كثرة الحواجز حالت دون وقوع ضحايا فقد دفعت هذه الأخيرة الإبل إلى تغيير مساره وسلك طريق فرعي حيث واصل سيره في المساحات الترابية صوب مواقع الميليشيا نفسها لكن قبل وصوله انفجر بحمولته مما يعني أن العبوات الناسفة كانت إما مربوطة بصاعق تفجير مؤقت أو أنه تم تفجيره عن بعد.
هذه الجريمة تكشف طريقة أخرى للتفخيخ ولتنفيذ العمليات الإرهابية وكشفت معها الوجه القبيح لهذه المجموعة التي لم يسلم منها حتى الحيوان في سبيل إحكام قبضتها على اليمن، ففي الساحل الغربي لم تترك هذه الفئة الضالة مكانا إلا ولغمته من طرقات ومزارع وقرى وأحياء سكانية وشواطئ ومصائد سمكية وحتى قوارب الصيادين.
كما أزاحت اللثام عن مسلك إرهابي جديد لهذه الجماعة المارقة التي لم تتوان عن استخدام كل أساليب التمويه في زراعة الألغام انطلاقا من الأحجار والكتل الخرسانية على جوانب الطرقات مرورا بطمرها تحت الأشجار وصناعتها على شكل جذوع نخيل وصولا إلى استخدام الدواب.
لكن رغم اصرار الميليشيات الإنقلابية على تعريض حياة اليمنيين للخطر من خلال ما ترتكبه من جرائم فإن مشروع مسام مازال صامدا ويثابر من أجل رفع المعاناة عن الشعب اليمني متحديا جميع الصعوبات حيث وصل عدد الألغام التي تم نزعها منذ بداية المشروع وإلى غاية 21 يونيو الجاري 73511 لغما وذخيرة غير منفجرة.
إن فرق نزع الألغام التابعة لمشروع مسام تبذل جهودا كبيرة لنزع فخاخ الموت التي زرعتها الميليشيات الحوثية رغم أنها تعاني من عقبات جمة أبرزها صعوبة نزع بذور الموت من بعض الأماكن التي تشهد معاركا في ظل طمرها فيها بشكل عشوائي وعبثي علاوة على استخدام المتمردين لتقنيات حديثة لم تكن موجودة لديهم من قبل وهو ما يؤكد تلقيهم للدعم من إيران.