الأخبار
لقد قرعت الميليشيات الحوثية طبول الحرب في كل مكان، وأسالت الدماء في كل الأزقة والطرقات، الجثث انتشرت هنا وهناك وأصبح لا صوت التفجيرات والرصاص حتى باتت لا تفوح غير رائحة الموت.
مارس الانقلابيون أصنافا مختلفة من الترهيب والتنكيل في حق المدنيين. وأطل التعصب والصلف الحوثي بأقبح صوره على الساحة اليمنية أولا من خلال انتهاكه الفاضح لأحكام الدستور واختطاف إرادة اليمنيين واغتيال تطلعاتهم وطموحاتهم، وثانيا من خلال تقتيل أبنائه وبتر أطرافهم وتشريدهم وتجويعهم.. والقائمة طويلة.
الحوثيون اعتمدوا شرعية السلاح لفرض سيطرتهم لكنهم يجهلون أن شدت الكبت تولد الانفجار، فالشعب اليمني يأبى أن يخضع لهذه الجماعة الإرهابية التي سلطت كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي عليه للوصول إلى هدفها. إن من يعتقد أنه يستطيع بقوة السلاح أن يفرض واقعا جديدا مخطئ تماما حتى وإن ساعدته بعض العوامل على تحقيق القليل من أهدافه.
إن قيام ميليشيا الحوثي بزراعة الألغام بشكل عشوائي، في الطرقات والمزارع وأماكن الرعي والمنازل والمدارس والأماكن العامة، تكشف النفسية العدائية التي تحملها الميليشيات تجاه كل اليمنيين بغض النظر عن كونهم أطفالا أو نساء، شبابا أو شيوخا، عسكريين أو مدنيين.
ففي تقرير صادر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان “تحالف الرصد” الصادر بمناسبة حلول الذكرى 71 لليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف ال 10 من شهر ديسمبر، تم التنصيص على أن عدد ضحايا الحرب الشعواء التي أشعلتها ميليشيات الحوثي منذ ما يزيد عن الـ5 سنوات وصل إلى ما يقارب ال50 ألف ضحية يتوزعون بين قتلى الذين فاق عددهم 15 ألفا منهم 1300 قتيل جراء الألغام الحوثية ومصابين البالغ عددهم قرابة 23 ألف مصاب، فيما وصل عدد الأطفال المجندين 6 آلاف أما عدد المختطفين فقد تجاوز الـ4 آلاف بينهم نساء وأطفال وكبار السن.
واعتبر التقرير تلك الانتهاكات خرقا صارخا لقانون حقوق الإنسان ومواثيق القانون الدولي الإنساني، وخاصة فيما يتعلق بزراعة الألغام التي ضيقت الخناق على المواطنين وزادت حياتهم بؤسا وكدرا.
إن الخطر الكامن في الأراضي اليمنية يهدد حياة الآلاف من أبناء هذا البلد المسكين الذي سطت عليه قوى الطغيان والإرهاب. الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة لتوحيد الجهود للقضاء على المشروع الحوثي التدميري لليمن أرضا وبشرا. هذا الخطر المحدق جعل مشروع مسام يحاول بكل جهده انتزاع الأشواك المنشوبة في الجسم اليمني عله يخفف من وطأة الألم.
وقد نفذ المشروع السعودي عملية إتلاف وتفجير لـ7778 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في مديرية المخا بالساحل الغربي. وتعد هذه العملية، التي نفذها الفريقان 17 و30 العاملان بمنطقة الكدحة بمديرية المخا، التاسعة في الساحل الغربي.
وأتلف الفريقان خلال هذه العملية 1110 لغما مضادا للدبابات و825 صاعق ألغام و28 صاروخ أرض أرض و1400 قذيفة متنوعة و1660 ذخيرة ومخلفات حرب إضافة إلى 328 قنبلة منوعة و2427 فيوزات قذائف متنوعة، ليصل بذلك إجمالي ما تم إتلافه حتى الآن من قبل فرق مشروع مسام العاملة هناك إلى 54872 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة وغيرها من مخلفات الحرب.
ويعمل المشروع السعودي في الساحل الغربي بـ16 فريق هندسي موزعين على مديريات ذباب، المخا، باب المندب، الدريهمي، الموزع، الوازعية، الخوخة، حيس ويختل علاوة على مديرية كرش بمحافظة لحج.
إن الجهود التي يبذلها مشروع مسام لتطهير كافة الأراضي اليمنية من الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية يجب أن يدعم بقرارات وإجراءات تمنع هذه الجماعة الضالة من مواصلة طمر فخاخ الموت واتخاذ مواقف صارمة من شأنها أن تنقذ اليمن من الانزلاق إلى الهاوية.