الأخبار
يوم 21 سبتمبر 2014 يوم محفور في ذاكرة كل يمني، ففيه استحوذت جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء. تاريخ حفظوه جيدا لأنه يمثل علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث إذ قلب حياتهم رأسا على عقب وقطع حبل أحلامهم وآمالهم في تأسيس دولة مدنية.
ولم تكتف ميليشيا الحوثي بالاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، بل عملت على التجريف الفكري للشعب من خلال فرض معتقداتها وتسميم عقول النشء بفكر منحرف مشبع بثقافة الموت عدا عن زراعة التطرف والكراهية. إضافة إلى تجريف الهوية والتاريخ بتدمير المعالم الأثرية ونهب آثارها.
لقد تمكنت هذه الجماعة المتشبعة بالحقد والكراهية تجاه هذا البلد المسكين وشعبه من تدمير مؤسسات الدولة وتفخيخ السلم المجتمعي وإغداق الأرض بكميات كبيرة من الألغام لتسميم حياة الناس وترهيبهم.
ملايين اليمنيين رهائن لدى هذه الميليشيات التي تسعى بكل ما لديها من عتاد ودهاء وحقد ومكر إلى إرساء واقع مغاير يعزز نفوذها وإرهابها ونهجها الفاسد الذي يتضارب مع العقيدة الصحيحة والفطرة الإنسانية.
لقد أطنب هؤلاء الانقلابيون في ابتكار وسائل القتل والإجرام لرسم الألم والجراح على وجوه اليمنيين وأجسادهم.
الأمر الذي سيعزز الذاكرة الوطنية والذهنية العامة للشعب اليمني بمآسي جرائم وحماقات صنعتها أيادي هذه الميليشيات وابتدعتها عقولهم المعتلة ونفسياتهم المريضة.
ولطالما كانت الألغام السلاح المفضل لدى هذه الفئة، لذلك نجد هذه الميليشيات لاتزال مستمرة في زراعتها في كل شبر تطاله يدها لاستهداف المدنيين قصد إشباع رغبتها في الانتقام والتشفي. فالدم اليمني لا يعني لهذه الجماعة شيئا سوى أنه جسر للوصول إلى مبتغاهم.
وإيمانا بقدسية الحياة والحرية والعيش في سلام وأمن، تخوض فرق مسام معركة مصيرية بعزيمة وإصرار لتحقيق النصر وإلحاق الهزيمة بزارعي الموت من خلال إنقاذ آلاف الأرواح من بذور الموت المنتشرة في كل زاوية من الأراضي اليمنية التي ارتوت ربوعها بدماء أبنائها ودماء نازعي الألغام الذين قدموا سفرا خالدا في التضحية وجعلوا أرواحهم مهرا غاليا من أجل الدفاع عن الحق في الحياة لأناس لا تربطهم بهم سوى الإنسانية.
وقد استطاع مسام منذ انطلاقه وإلى غاية 7 أغسطس الجاري من إزالة 178541 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، 904 منها كان خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر. كما تمكن من تطهير 12.694.128 مترا مربعا من الأراضي اليمنية التي لوثتها ميليشيات القتل بالألغام والمتفجرات.
إن هذا النوع من الانتهاكات الذي تمارسه ميليشيا الحوثي ليس اعتباطيا، إنه أسلوب ممنهج له تأصيله التاريخي فهو امتداد لما ارتكبته جماعات متطرفة أخرى مرتبطة ارتباطا وثيقا بداعمي هذا الانقلاب.