الأخبار

خبر محزن للمتابعين الأوفياء المؤمنين بجهود نزع الألغام في كل أصقاع الأرض، الخبر نفسه هو بمثابة قارعة مزلزلة لعصبة المشككين في نزاهة جهود المشروع السعودي والبرنامج الوطني لنزع الألغام ورسالتهم الإنسانية النبيلة، وكل معاد لجهود قوى التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في سبيل إنجاح هذه المساعي لدحر الألغام من اليمن.
في مديرية الملاجم، وأثناء قيام الفريق الهندسي العاشر بواجبه الميداني في تقفي أثر الألغام وإبطال مفعولها، انفجرت عبوة ناسفة لتنال من بعض عناصر ه هناك، حينها هرع السائق محمد علي حسين المصري أحد عناصر مشروع “مسام” ومعاونه لمساعدة المصابين، فانفجرت بهم عبوة ثانية.. والحصيلة حتى هذه اللحظة ٩ شهداء.
خبر مؤلم للغاية نسوقه لمتابعينا عبر العالم، ونطعن به في الوقت نفسه المتآمرين على هذا المشروع النزيه.. مسام هذا المشروع الإنساني الذي حشد المال والعتاد والعباد في سبيل نصرة قضية إنسانية بامتياز في اليمن.. قضية أبرياء في وجه زحف جحافل الألغام الدموية التي زرعتها ميليشيات الحوثي الإيرانية، والتي قضت ولا زالت على واقع وآفاق عدد كبير من الضحايا المدنيين.
قضية لم يقدر مسام والبرنامج الوطني لنزع الألغام أن يقفا أمامها مكتوفي الأيدي كما فعل كثيرون في العالم، بل هبوا لنجدة أشقائهم وأبناء جلدتهم وإخوانهم.
اليوم يفقد البرنامج الوطني لنزع الألغام 8 من خيرة شبابه المناضل في سبيل تطهير أرض اليمن من الألغام، كما يودع مسام وللأبد فردا من أسرته المتكاتفة والمتوحدة في سبيل نصرة اليمن في وجه الألغام الغادرة.
الرسالة واضحة للعيان ولا تحتاج برهانا، فإيمان مسام والبرنامج الوطني لنزع الألغام بعدالة قضية اليمنيين وحقهم في الحياة، جعلهم لا يتأخرون حتى على فداء هؤلاء الأبرياء بالنفس.. وهذا الإيثار هو أرقى معاني العطاء وأنبلها.
صحيح أن الفاجعة كبيرة والثمن باهظ، لكن القضية هنا أكبر والهدف أسمى.. إنه ببساطة رهان الحياة في مواجهة سماسرة الموت وتجار الدّم.
رهان شقت به قوى التحالف بقيادة المملكة مسارات الأمل في اليمن وحسمت به معارك عدة، ومنها قضية الألغام التي مهما كان ثمنها سترجح كفتها لصالح رعاة الحق وأولي العزم والخيريين الذين قايضوا الموت بالحياة ووعدوا اليمن بغد خال من الألغام.
خيرة شباب اليمن.. أبطال نزع الألغام.. بأي ذنب يُقتلون؟.. وفقا لأي قانون وباسم أي عُرف؟.. ربما هو قانون الحوثي.. يعدم أبناء جلدته وكل من يراهن على الحياة، بعبوة هنا ولغم هناك.
الحوثي إذن أقسم أن يعمّق جراح اليمن.. بيد أنّ أبطال مسام والبرنامج الوطني أوفوا بالعهد وقدموا حياتهم فداءا لتضميد تلك الجراح.
رحم الله شهداء الواجب سائلين المولى أن يتغمدهم بواسع رحمته.
إنَّا لله وإنا أليه راجعون