الأخبار

منذ مطلع العام 2018، مضى البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام في ماراثونه الحثيث لنزع فتيل تلك البؤر الملغومة للموت المدبر في عدة محافظات يمنية.
وقد أثمرت هذه الجهود عن مكافحة واعدة لهذا الموت المتربص باليمنيين، حيث تم نزع 17540 لغما ضد الأفراد، و69489 لغما مضادا للدبابات، وكذلك إبطال 6570 عبوة، وتجميع وإبطال 188720 لغما من مخلفات الحرب.
وتعتبر الألغام التي وضعها الحوثيون آلة قتل نهمة ومتعطشة للدماء تنسجم مع أيديولوجية هذا العدو المناهض للحياة والاستقرار في تلك الربوع، حيث حصدت في كل من عدن ولحج وأبين وتعز 814 قتيلا من المدنيين ونالت إصابتها 1775 آخرين.
في حين طالت الجوف ومأرب نصيبا من دمويتها الغادرة، حيث أضيف لسجل المغدورين 380 قتيلا و 512 جريحا.
فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وإذا كان حرص الحوثيين على نثر أسباب الهلاك في ربوع اليمن يمليها عليهم منطقهم الدموي الجائر، فإن حرص أهل العزم ممن وضعوا على عاتقهم رهان إنقاذ أرواح الأبرياء من فخاخ الموت الحوثية تلك أكبر وأكثر إلحاحا عليهم من هذه الرغبة الجامحة في الانتقام.
وهو رهان إنساني جعل القائمين والعاملين في البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام في اليمن الجريح لا يدخرون جهدا، فالرهان إنساني حد النخاع والمهمة في غاية الحساسية والحيوية وهي مرتبطة بإنقاذ أرواح أبرياء لم يقترفوا أي ذنب سوى أنهم وقعوا في شراك الانتقام الحوثي الأرعن.
فهذه المهمة تعيد لليمنيين صلتهم الطبيعية بأرضهم وتطرد عنهم شبح الموت الغادر وتخرجهم من حصار نفسي مميت أراد الحوثيون أن يخلفوه كعقوبة أبدية في تلك الربوع بعد أن حرثوها بالألغام، لكن حرثهم البور لم يطرح أمام أهل العزم والمكارم إلا أسبابا إضافية لإصرارهم وصمودهم على العطاء، فالعمل على نزع فخاخ الموت الحوثية في اليمن جار على قدم وساق وثقة اليمنيين بأرضهم وأمنهم ومن ساهم في إعادتهما لهم تعزز يوما بعد آخر والأحلام الحوثية هناك تتفجر كبالونات اختبار كاذبة يجمعون وحدهم خيباتها ويضيفونها إلى سجلات أوزارهم المثقلة.