الأخبار
6 سنوات مرت، والأزمة اليمنية تراوح مكانها من غير أمل حقيقي في الوصول إلى حل خاصة في ظل ميل الحوثيين الواضح للخيارات العسكرية.
إن نوايا الحوثيين والأيادي التي تحركهم خلف الكواليس سيئة إلى درجة يستحيل معها الشعور بالتفاؤل، فقد حولوا الصراع من قضية إيديولوجية إلى مواجهة دوغمائية أي التعصب الأعمى لأفكارهم، مما يجعل إمكانية التوصل إلى حل سلمي أمرا جد مستبعد.
كان واضحا منذ البداية توجه ميليشيات الحوثي نحو المراوغة وعدم الالتزام بأي اتفاق تم التوصل إليه ولعل اتفاق ستوكهولم خير دليل على ذلك. وهو ما يجعل التعثر وعدم حدوث أي تقدم في الملف اليمني سيد الموقف.
لقد دمر هذا التوجه للحوثيين حياة الناس الذين وجدوا أنفسهم مستهدفين ومطاردين ومضطرين لمواجهة المشقة والفقر والهجمات العشوائية والإصابات والموت خاصة مع إعاقة الحصول على الاحتياجات الأساسية من غذاء ورعاية صحية.
ويعتبر الجوع والمرض والفاقة من أبرز إنجازات الحوثيين منذ ظهورهم على الساحة اليمنية ومحاولة بسط سيطرتهم على الدولة بقوة السلاح.
وكانت الكوليرا أبرز الأمراض التي ازدهرت في العهد الحوثي علاوة على الحمى والأمراض النفسية.. وقد انضاف لهذه القائمة مؤخرا فيروس كورونا ليزيد من تأزم الوضع الصحي الذي يئن أساسا.
كما ساهم هؤلاء المارقون في إعطاب مسيرة الحياة والتنكيل باليمنيين البسطاء عدا عن استشراء الجوع مما جعل اليمن على أبواب مجاعة. فحسب تقرير منظمة اليونيسيف فإن 12 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية منهم 7 ملايين يعانون من سوء التغذية. هذا الرقم المفزع يشكل أكثر من ثلث تعداد السكان، الأمر الذي يثير المخاوف بأن حجم المجاعة سيكون أكبر وأن الرقم لن يتوقف عند هذا الحد خاصة وأن رقعتها تتسع يوما بعد يوم في ظل استمرار التضييقات والانتهاكات… وهو ما أكده مدير برنامج الغذاء العالمي في اليمن، ستيفن أندرسون، بقوله أن اليمن بات يشكل أكبر أزمة طوارئ إنسانية في العالم.
هذا الوضع الإنساني المتردي زاده انتشار الألغام سوءا حيث خلفت الميليشيات الإرهابية مئات الآلاف منها في المدن اليمنية التي وطأتها على مدار السنوات الماضية مما جعل عددها الأكبر في بلد واحد منذ الحرب العالمية الثانية. لكن فرق مسام استطاعت منذ انطلاق المشروع ولغاية الـ25 من يونيو الحالي إزالة 171731 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة توزعت كالتالي: 111351 ذخيرة غير منفجرة و4942 عبوة ناسفة و53395 لغما مضادا للدبابات و2043 لغما مضادا للأفراد. كما تمكنت من تطهير 11.298.559 مترا مربعا من مساحة الأراضي اليمنية.
منذ بداية الانقلاب، صار وضع المواطن اليمني محزن للغاية. فقد جرد من أبسط حقوقه وباتت أكبر أحلامه تتلخص في كيفية الحفاظ على حياته وحياة أفراد أسرته.