الجرح اليمني زادته الألغام عمقا
الأخبار
“ما الحياة في اليمن سوى موت ودمار وجوع” هكذا لخصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأوضاع هناك. حرب تدور على أرض اليمن، دمرت خلالها الميليشيات المستشفيات والمدارس والجوامع، وضربت الاحتفالات والأعراس والمآتم مما جعل الشعب اليمني يعيش أسوأ فترة في حياته.
مأزق يمني مستمر على كل المستويات لعل ممارسات الحوثيين أكثر ما يبين ما آل إليه الوضع هناك. فاللعنة الحوثية التي حلت على حين غرة قادت اليمن إلى هاوية سحيقة حيث رصفت الألغام في أديم الأرض وعبئت الخنادق والمساجد وغيرها بالموت.
فحبال أناة المصابين ومعاناة الأهالي لم تدفع هؤلاء الخارجين عن القانون إلى إنهاء تمردهم ونزع أسلحتهم والعودة إلى الرشد، بل زادتهم تفننا في ابتكار طرق جديدة لزيادة حجم الألم وإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر.
كل يوم نسمع أخبارا على غرار تفجير جسر يربط بين دمت وقعطبة، مقتل طفل وإصابة آخرين في انفجار لغم، ميليشيا الحوثي تزرع الألغام.. مثل هذه الأخبار تتكرر يوميا بصفة متواترة لتزرع الخوف والرعب في قلوب اليمنيين.
ورغم الصدع الذي أحدثته الميليشيات الحوثية في البيت اليمني فإنها مازالت مستمرة في تعميقه، رامية بكل الاتفاقيات خلفها. فهذه الجماعة المارقة في كل مرة يتم توقيع اتفاق هدنة تقوم بالتنصل منه في اليوم التالي. فإلى الآن وقع الجانبان ما لا يقل عن 75 اتفاق هدنة لم تلتزم الميليشيات الحوثية بأي واحدة منها.
وتكمن وحشية هذه الجماعة في استخدامها للشعب اليمني كرهينة إنسانية وصلت إلى حد تجنيد الأطفال وتجويع الشعب وتنفيذ سلسلة اغتيالات طالت صحافيين وأساتذة جامعات وطلابا… إضافة إلى زرع الألغام.
فقد دمرت هذه الميليشيات الانقلابية حياة أكثر من 4 مليون طفل، ودفعت بمعظمهم إلى البحث عن عمل جراء الظروف المتردية لأسرهم عدا عن الدفع بهم إلى جبهات القتال والزج بهم إلى محارق الموت.
هذه الجماعة الإرهابية لجأت إلى أبشع السبل لتحقيق أهدافها العدوانية، وكل ما فعلته في سلسلة المحادثات ما هو إلا كسب للوقت لوضع العالم أمام الأمر الواقع.
وأعلن تقرير لتحالف رصد بعنوان “ضحايا الألغام في اليمن” أن عدد الأشخاص الذين قتلوا بانفجارات الألغام الأرضية خلال الفترة الممتدة من سبتمبر 2014 ولغاية يونيو 2018 بلغ 906 شخصا، توزعوا على 19 محافظة يمنية من أصل 22.
وقد تصدرت محافظة تعز قائمة المحافظات التي تضم أكثر عدد للقتلى حيث بلغ عددهم 289 قتيلا تلتها لحج، الضالع، مأرب وعدن.
ويمثل المدنيون العدد الأكبر بـ665 شخص من إجمالي من قتلوا بسبب الألغام الأرضية كما أن معظم الضحايا قتلوا بسبب الألغام المضادة للأفراد ب654 ويمثلون 72% من إجمالي الضحايا.
فيما تعرض 1034 ضحية للإصابة نتيجة انفجار الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الحوثية، يتوزعون على 17 محافظة.
وكالعادة احتلت محافظة تعز الصدارة في عدد المصابين بـ417 شخص تلتها مأرب بـ136 ولحج بـ85 والبيضاء بـ70 فعدن 61 والجوف 58 وشبوة 51 والضالع بـ36 وأبين بـ26.
لطالما مثلت الألغام العدو الأول للمواطن اليمني لما تسببه له من معاناة بسبب انتشارها الواسع حيث لم يسلم منها أي مكان ويظل كشفها رهين الصدفة. هذا المأزق جعل اليمنيون يعيشون حالة هلع دائم خوفا من أن تسلبهم هذه العلب حياتهم أو جزء من أجسادهم.