الأخبار
على قارعة الطرقات وفي مداخل الأحياء والحارات، في الجبال والسهول والصحاري، في المدارس والبيوت وفي كل مكان قد يخطر ببالك وآخر ربما لا يمكن أن تخمن أن يكون موقعا لزراعة لغم، زرعت الميليشيات في اليمن فخاخ الموت المتفجر.
سواقي من الدم روت الثرى ولم ترو إلى الآن نقمة من حولوا الأرض في اليمن إلى قنبلة موقوتة تقبر البعض وتجهز على واقع ومستقبل آخرين لتتركهم على قيد الحياة أشباه أحياء وبقايا بشر، أسرى مقيدين في براثن العجز والاعاقات والخصاصة.
ففي منطقة “اليتمة”، بين سكان محليون وجود ألغام كشفت عنها السيول وجرفتها إلى أماكن السير والرعي، وسط تخوفات المواطنين بوجود أعداد أخرى من الألغام التي جرفتها السيول إلى أماكن يرتادونها.
وإضافة لهذه الألغام التي كشفت عنها السيول، يعيش أهالي هذه المناطق على أخبار الألغام القاتلة ومباغتاتها الدموية، فقبل أسبوعين، انفجرت 3 ألغام أرضية خلال مرور ثلاث سيارات تقل عددا من المدنيين والتجار في الطريق الواصل إلى المنطقة ذاتها.
ويعاني سكان هذه المناطق من الزراعة العشوائية للألغام والعبوات الناسفة في الطرقات والمنازل والمزارع الخاصة بالمواطنين، وفي جميع أنحاء المناطق التي تجبر فيها على الانسحاب والتراجع، حيث أمعنت فخاخ الموت في ارهاب الناس وخنق حياتهم وتكبيل تحركاتهم وحولت عدد كبير من أهالي المنطقة الى عاجزين ومعاقين.
وفي هذا السياق، بينت تقارير حقوقية أن عدد ضحايا الألغام الحوثية في اليمن يتجاوز 10 آلاف، يمثل الأطفال والنساء الغالبية الكبرى منهم، إضافة إلى المسنين وأصحاب المهن والحرف مثل الصيادين والمزارعين.
ولم يسلم الطريق الصحراوي بالجوف من مد الألغام ورسمها لسيناريوهات موت غادر، حيث قتل مؤخرا مدني بانفجار لغم أرضي زرعته مليشيات.
وفي هذا السياق أفادت مصادر محلية إن المواطن صالح عبد الله دباش قتل بانفجار لغم أرضي، وقد دمرت مركبته بشكل كامل على الطريق الصحراوي الذي يربط محافظتي مأرب والجوف.
وتمعن الألغام المزروعة بكثافة على امتداد الصحراء بمحافظة الجوف، في التسبب في الضحايا وإيقاف حياة الناس وإلحاق خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، ففي مطلع الأسبوع الماضي نالت الألغام من ثلاث سيارات نقل للمواطنين وهي في طريقها إلى منطقة اليتمة تحمل بضائع ومواد غذائية.
ألغام تتطفل على حياة الناس وتزاحمهم في بيوتهم وأراضيهم وأحلامهم وتتربص بحياتهم وآفاقهم وتنال منهم بدم بارد، لتظل سواقي الدم قائمة لا يقوى أحد من هؤلاء الناس الأبرياء العزل لا التصدي لها، إلا متى وصلهم مد الأيادي البيضاء من فرق “مسام” لقبر هذه الألغام في مهدها والقضاء عليها نهائيا حتى تعود عجلة الحياة للدوران في الجوف وغيرها من الربوع اليمنية بعد هزيمة الألغام هزيمة كلية.