

نال ظلم الألغام من كل المحافظات اليمنية وانتشر شرها عبر الأماكن والتضاريس وروع الناس وأهلك وأعجز وشرد منهم كثيرون، لكن بناء على إحصائية مسجلة، فإن محافظة الحديدة تأتي على رأس قائمة المحافظات من حيث عدد الحوادث والضحايا الأسرية بسبب الألغام، بواقع 15 حادثة تعرّض لها أفراد 15 أسرة في أوقات متفرقة، ونتج عنها سقوط 39 قتيلاً من المدنيين بينهم 18 طفلاً ورضيعة وأربع نساء، و21 جريحاً بينهم خمسة أطفال وأربع نساء. وبعض تلك الأسر كانت قد عادت لتوّها من نزوح طويل.
ويلي الحديدة محافظة الجوف، حيث تعرّضت خمس أسر لانفجار ألغام وعبوات ناسفة، ونتج عنها مقتل 8 من أفرادها بينهم امرأة، إضافة إلى 6 جرحى.
وقد شهدت محافظة البيضاء أربع حوادث مماثلة نتج عنها 11 قتيلاً وثلاثة جرحى. فيما سجّلت حادثين في تعز نتج عنها مقتل أربعة مدنيين بينهم امرأتين وطفلة وجرح طفل، وحادثتين في الضالع نتج عنها 3 قتلى بينهم طفلين ومصاب واحد، وحادثتين في شبوة أسفرت عن سبعة قتلى بينهم ثلاثة أطفال وجريحان أحدهما امرأة. وحادثة واحدة في مأرب أسفرت عن مقتل طفلة وإصابة أربعة من أقاربها بينهم أمها وخالها. وحادثة مماثلة في لحج قتل خلالها زوج وزوجته.
ويشار إلى أن المليشيات تتعمد زراعة الألغام في المزارع وحول آبار المياه والطرق المؤدية إليها وبين الحين والآخر تتسبب بسقوط ضحايا من الأسر اليمنية التي تعتمد على النشاط الزراعي لتلبية متطلبات معيشتها.
ففي نهاية يناير 2022، قُتل هاني محسن المحقني (24 عاما)، وأصيب شقيقه “يونس” (22 عامًا) بانفجار لغم حوثي في دراجتهما النارية أثناء ذهابهما إلى مزرعتهما في وادي محقن بالضالع.
وبداية فبراير 2022، قتل المزارع حمود أحمد محمد سيف (61 عاما) وزوجته ولاية محمد سالم قائد (58 عاما) إثر انفجار لغم بهما بينما كانا يحرثان مزرعتهما بالقرب من منزلهما في قرية الكرب التابعة لمديرية القبيطة شمال محافظة لحج.