الأخبار
أدرك مسام منذ انطلاقه في مشروعه الإنساني في اليمن، أن عملية تخليص هذا البلد الشقيق من هذا الإرهاب المدفون تحت الأرض تتطلب تظافر الجهود وحشد الطاقات وإنارة دروب الناس بثقافة التعرف على فخاخ الموت المتفجر وتخمين أماكن تواجدها والتعرف على أشكالها.
وفعلا أنتجت جهود مسام التوعوية ثمارا طيبة استفاد منها اليمنيون ومازالوا في إطار نزالهم مع الألغام.
فجهل الناس بهذا الموت المتربص بهم أسهم في وقوع العديد من الضحايا وأهدر دماء بريئة وجز كثيرين من الناس في متاهات الإعاقات والعجز.
لذلك اعتمد مسام في نزاله مع الألغام، إضافة إلى طاقات فرقه المتمرسة وتقنياته المتطورة، على توعية الناس بمخاطر هذا الموت المتفجر، وذلك حرصا على حياة الأبرياء وسعيا لتخفيف عدد الضحايا.
وقد وجدت الحملات التوعوية لفرق مسام بمخاطر الألغام، تجاوبا مع الناس وحرصا على الأخذ بأسباب المعرفة وسبل الوقاية، وهو ما برهنت عليه البلاغات الميدانية بشأن وجود ألغام في مناطق متفرقة من اليمن.
ولعل من باكورات هذا العمل التوعوي الانساني، قيام الفريق الـ24 مسام ومعه فريق الخبراء، بتكريم الطفل حبيب علي، من أبناء منطقة ذباب، لقيامه بإبلاغ الفريق الهندسي بوجود لغم أرضي من دون العبث به أو محاولة انتشاله، وهو تصرف أثبت مدى نجاح فرق مسام في توعية السكان المحليين بخطورة الألغام وعدم العبث بها وتبليغ الفرق الهندسية عن أي أجسام غريبة يتم العثور عليها.
وفي لقاء خاص بمكتب مسام الإعلامي، قال الطفل حبيب علي إن اللغم الذي عثر عليه كان مزروعا بجانب الطريق الفرعي المؤدي إلى قريته وفور عثوره عليه قام بوضع أحجار حوله للتحذير منه، وقدم إلى الفريق الهندسي وأبلغهم، حيث استجاب الفريق وقام بالإجراءات اللازمة لكشفه ومعالجته.
تصرف هذا الطفل وتعامله الواعي والحكيم مع هذا الموقف، يكشف أن رسالة مسام التوعوية قد وصلت ليس فقط للكبار بل للصغار أيضا، خاصة وأنهم من الشرائح الأكثر استهدافا بفخاخ الموت المتفجر، وهو ما أثبته الطفل حبيب بقوله “تعرفت على اللغم من خلال الملصقات الإرشادية التي وزعتها فرق مسام الهندسية والتي تضمنت صور مختلفة للألغام والعبوات الناسفة والقذائف غير المنفجرة”.
فالطفل حبيب نموذج من مجتمع يأمل مسام أن يسوده الوعي أكثر فأكثر بمخاطر الألغام، لأن الوعي يبقى أحد أسلحة الحد من سطوة هذه الألغام المتعطشة للدم.