الأخبار
لقد أثبتت كل التجارب التي عاشها الشعب اليمني خلال السنوات الماضية أن الحوثي هو الكارثة الإنسانية الأكبر والأخطر، وأثبتت نتائج كل المحاولات والجهود والحوارات والاتفاقات أن اليمن لا خلاص له من كل الكوارث إلا باجتثاث الكارثة الكبرى المتمثلة في عصابة الحوثي الكهنوتية العميلة”. هذا ما قاله مدير الإعلام العسكري أحمد غيلان في أحد تصريحاته، وهو تماما لسان حال كل يمني يصبو إلى السلم واسترجاع بلاده التي سرقت منه أمام ناظريه.
تتواصل الأزمة الإنسانية في اليمن في ظل إصرار المتمردين على رفض كل الجهود لإنهاء مأساة الشعب اليمني، إذ أصبح هذا البلد دولة غير آمنة، حيث لا تتوفر فيه متطلبات الحياة الأساسية ويعيش السكان فيه آلاما وأوجاعا متجددة.
فملايين المواطنين أصبحوا تحت خط الفقر بسبب الحصار وقلة الغذاء وانهيار العملة وتضخم الفساد وجور ميليشيات الحوثي وزراعتها للألغام والعبوات الناسفة التي حالت دون وصول المزارعين إلى أراضيهم وجني محاصيلهم أو العمل فيها واستصلاحها علاوة على منع وصول المساعدات لمستحقيها.
وكان مجلس الأمن الدولي قد دان منذ مدة استيلاء المتمردين الحوثيين على المساعدات الإنسانية، وكان ذلك على لسان المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي الذي اتهم جماعة الحوثي بـ”التلاعب” بالإعانات والوقوف حائلا دون وصولها للمحتاجين، الأمر الذي أدى إلى موت عديد اليمنيين وخاصة الأطفال الذين يعانون الأمرين نتيجة هذا الانقلاب السافر، إذ فاقم هذا الأخير من ظاهرة عمالة الأطفال ومعها تعدد سوق عملهم حسب الظروف والفرص المتوفرة، فهناك من يتوجه إلى الرصيف كبائع متجول وهناك من يعمل في محل تجاري ومنهم من ترك مقاعد الدراسة ليعيل أسرته من خلال العمل كماسح سيارات، ورغم أن ظاهرة عمالة الأطفال ليست قضية جديدة بالنسبة لليمن إلا أنها تضاعفت بشكل ملحوظ في أسوأ أشكال لعمالة الأطفال بزيادة تجاوزت 300 بالمائة عما كان عليه الحال قبل 2015.
الوضع الإنساني في اليمن بات مأساويا إلى أبعد الحدود، وقد يتأزم أكثر خلال هذا العام بسبب استمرار تدمير البنية التحتية وخاصة الصحية منها عدا عن إعاقة وصول المرضى إليها بسبب الألغام المنتشرة في كل الدروب والتي أسهمت بشكل كبير في وقوع ضحايا رغم ما يبذل من جهود لإبعاد خطرها عن المدنيين، فقد تمكنت فرق مشروع مسام من إزالة 163183 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة منذ انطلاق المشروع ولغاية 30 أبريل منها 1274 خلال الأسبوع الرابع من ذات الشهر.
تحاول فرق مسام إنقاذ اليمنيين من براثن الانقلاب الحوثي وإبعاد شبح الموت عن المدنيين من خلال نزع بذور الشر التي نثرتها في الأراضي اليمنية والتي راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة التي عادة ما ينجم عنها بتر الأطراف.