الأخبار
بانقلابهم على الوطن وعن شرعيته أقصوا التيارات السياسية المختلفة وسعوا بكل ما يملكون لمصادرة الهوية اليمنية وحاولوا تجريف تاريخه ودمروا بيوته ومؤسساته ولوثوا أرضه بمتفجراتهم وألغوا كل الضوابط الشرعية والأخلاقية والقيمية، حتى صارت أياديهم ملوثة تماما بدماء اليمنيين ونفوسهم مريضة بالسلطة، إلى أن وصل بهم الحال إلى اعتبار الحق باطلا والباطل حقا.
إذ مارست الميليشيات الحوثية سياسة التنمر والاستقواء على الشعب اليمني من أجل تطويعه بالقوة، فقتل الآلاف وأصيب وأعتقل عشرات الآلاف وصودرت الحريات ونشطت آلات القمع وفجرت المساجد والمدارس والمستشفيات والجسور ونثرت أدوات القتل الغادرة في مختلف ربوع اليمن المسكين.
لقد عمت علب الموت اليمن بشكل عام، حيث جادت الميليشيات الانقلابية بكميات هائلة منها حتى صارت أرض هذا البلد تندب حظها على وجود هؤلاء المارقين ضمن حدودها.
باتت الألغام تشكل كارثة عظمى لليمن. إذ لا تخلو منطقة أو مزرعة أو طريق من العبوات الناسفة والألغام. ولم تسلم مناطق الرعي بدورها من هذه الآفة حيث وقع تفخيخها مما جعل البدو فريسة سهلة لهذا القاتل المستتر. كما حول الحوثيون الصحراء إلى حقول ألغام ليتمكنوا من اقتناص كل شيء يتحرك هناك، وهو ما يبين مدى استهتار هؤلاء القتلة بحياة المدنيين.
لقد أصبح مستقبل اليمن مجهولا ولا ينذر بخير نتيجة إطناب الانقلابيين في نشر ألغام حقدهم. إذ تعمدت ميليشياتهم تفخيخ كل المناطق التي تمس حياة المواطنين بشكل أساسي على غرار المراكز الصحية والتعليمية والطرقات والجسور.. كما لم تسلم من أياديهم الآثمة حتى دور العبادة والمناطق الأثرية والتاريخية وذلك محاولة منهم لطمس الماضي والحاضر والمستقبل.
وكانت الألغام قد أودت بحياة الكثيرين عدا عن الارتفاع المتواصل لأعداد المصابين. كما كان للمواشي نصيب من شر هذه المعضلة التي حلت بالأراضي اليمنية، بعد أن تحولت مساحات شاسعة من المراعي والمزارع إلى حقول موت تتخطف أرواح الدواب والمزارعين وتحصد رؤوسهم بعد أن كانت مصدرا للعيش.
لذلك سيعاني اليمن كثيرا بسبب هذه الكارثة التي زرعتها جماعة الحوثي، لكن بفضل مجهودات الفرق الميدانية لمشروع مسام وعملها الدؤوب، أضحى اليمن يخطو خطواته الأولى نحو تخطي محنته والتخلص مما ينغص حياة أبنائه. فقد عملت هذه الفرق على نزع وإتلاف الألغام ومختلف أنواع المتفجرات لتؤمن حياة الناس هناك ولتعيد لهم البسمة التي سلبت منهم عنوة ولتنير لهم الطريق الذي خيمت عليه الظلمة الدامسة حتى باتوا لا يبصرونه.
لقد استطاعت فرق مسام الهندسية خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر من إزالة 1320 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة عدا عن تطهير 218891 متر مربع من الأراضي اليمنية لتعيد لها الحياة التي افتقدتها لأشهر عدة.
عمل مشروع مسام خلال وجوده على الأراضي اليمنية على بعث الأمل في النفوس اليمنية الحزينة عن طريق أيادي الخير العاملة فيه، وذلك بمساعدة الشعب اليمني على التغلب على أكبر مخاوفه ومآسيه الناجمة عن انتشار الألغام.