الأخبار

في بلد اختلط فيه الحابل بالنابل، لم يعد اليمن قادرا على حماية منشآته العمومية أو آثاره التي تتعرض لأبشع تدمير ممنهج حيث ينسف الحوثيون تاريخه عن عمد، فحاليا تواجه الآثار اليمنية التي تعود أغلبيتها إلى القرن الثامن قبل الميلاد خطر الهدم والسرقة والنهب.
فمع استمرار الانقلاب في اليمن تتعرض الآثار اليمنية لعملية تدمير ممنهجة من قبل الحوثيين من خلال سرقتها أو تدميرها أو تفخيخها أو اتخاذ حصونها وقلاعها مكانا للتمترس.
فقد قامت ميليشيات الحوثي بزرع المواقع الأثرية بآلاف الألغام وحولتها إلى قنابل موقوتة في خطوة تعكس الرغبة الجامحة لطمس الهوية التاريخية لليمن مما إنجر عنه تدمير 63 معلما أثريا ومدنا تاريخية.
ففي منطقة منطقة بيحان بشبوة، زرع الحوثيون عبوات شديدة الإنفجار في أنحاء متفرقة من المواقع الأثرية بعد أن نهبوا جميع محتوياتها ودمروا معظم المباني الأثرية فيها.
كما كشف تقرير لمكتب حقوق الإنسان بمحافظة الجوف أن ميليشيات الحوثي عمدت منذ بداية النزاع إلى نبش المواقع الأثرية التي تقع تحت سيطرتهم وبيع قطعها، إضافة إلى تعريض المتاحف للتدمير الكلي أو الجزئي خاصة في محافظتي أبين وتعز التي تعرضت فيها المتاحف لأضرار جسيمة نتيجة زرع حقول ألغام عشوائية، وهو ما نتج عنه فقدان الكثير من محتوياتها من المقتنيات والقطع الأثرية والمخطوطات وبيعه في السوق السوداء من طرف هذه الميليشيات بمباركة من زعيمها الذي نشر فيديو له وهو يستخف بتاريخ اليمنيين ويقلل من شأن الآثار والقلاع التاريخية.
في ظل الخطر الذي تشكله الألغام على امتداد مئات الكيلومترات في اليمن تحولت حوادث التدمير والتفخيخ والتفجير والنهب إلى خبر متكرر وباتت المواقع الأثرية جزءا من خطة هذه الميليشيات لإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر، فإلى جانب إزهاق الأرواح وبتر الأطراف وتجنيد الأطفال وتفخيخ عقولهم وجرائم الإغتصاب والتعذيب، هاهي هذه الجماعة الإرهابية تلحق أضرارا لا حصر لها بتاريخ اليمن الذي بات قاب قوسين أو أدنى من كارثة ستطمس معالم حضارته بسبب حقول الألغام الحوثية التي لم تترك شبرا من الأراضي اليمنية لم تعبث به.