الأخبار

من قصر النظر اعتبار أزمة اليمن أزمة محلية فقط، بل إنها أزمة شاملة تحمل آثارا بعيدة المدى.إنها واحدة من أسوء الأزمات الإنسانية في بلد يقف على حافة الهاوية.
ولا يمكن معالجة الأزمة في اليمن عن طريق المساعدات الإنسانية في ظل الآثار الاقتصادية والاجتماعية العميقة سواء من خلال تفاقم الفقر أو تأثيرات انخفاض قيمة العملة أو انعدام الخدمات الأساسية.. من هنا وجب البحث عن حل لإنقاذ اليمن من الانهيار خاصة مع وجود جماعة تعشق إراقة الدماء وأباحت كل شيء في سبيل الوصول إلى سدة الحكم حتى وإن كان ذلك مشيا على جثث أبناء اليمن، لهذا لم تجد السلطة الشرعية بدا من مواجهتها والقضاء عليها حتى تنقذ حياة أبناء هذا الشعب الذي عانى من ويلات هذا الانقلاب، فالمواطن اليمني عانى الأمرين من ضعفاء النفوس وتكبد عناء حماقاتهم.
إذ رغم المشاورات واللقاءات التي نظمت بغية الوصول إلى حل سلمي يجنب اليمن خسائرا فادحة ويحقن دماء المواطنين، إلا أن جماعة الحوثي الانقلابية كانت في كل مرة تخرقها حيث بان بالكاشف أن هذه الجماعة تتصف بالغدر والدموية ولا تعترف بمرجعيات السلام ولا تكترث لمعاناة الشعب اليمني الذي صادرت حقه في العيش والحياة الكريمة. فميليشيات الحوثي تنتهك الحرمات والحقوق والحريات وتخطف الأطفال لتغذية حربهم العبثية تجاه هذا الشعب الذي يقتلون أبناءه بدم بارد.
دمويتهم وإقصاؤهم لكل من يختلف معهم يجعل استيعابهم لمفردات السلام أمرا صعبا بل مستحيلا لذلك لجأت الحكومة الشرعية إلى مواجهة هذا الوباء الذي حل باليمن بقوة السلاح، فنجد الجيش الوطني يسعى لدحر هذه الشرذمة بكل الوسائل غير عابئين بحجم التضحيات التي يمكن أن يقدموها لتحقيق هذا الهدف.
فقد استشهد صبيحة اليوم جندي من قوات ألوية العمالقة فيما أصيب 3 آخرون جراء قصف مدفعي والاستهداف المكثف من قبل الميليشيات الحوثية لمواقع القوات في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة مستخدمة قذائفا مدفعية منها قذائف بي 10 وأنواع مختلفة من الأسلحة الثقيلة.
وكانت الذراع الإيرانية قد دفعت بتعزيزات من أفراد وأسلحة ثقيلة باتجاه منطقة الجبلية تخوفا من تقدم قوات الجيش الوطني الذي سيطر يوم الأربعاء على مواقع كانت تحت سيطرة ميليشيات الحوثي في محافظة الضالع.
وأوضحت مصادر أن الميليشيات شنت هجوما واسعا على مواقع الشرعية في الجبهة فصد أبطال الجيش هذا الهجوم وشنوا هجوما مضادا على مواقع المتمردين حيث تمكنوا من السيطرة على جبال الشجفاء والصلف.
هذه النجاحات التي حققها الجيش الوطني زادت من جنون هذه الفئة المارقة وجعلتهم يلجؤون للعنف أكثر لبسط سيطرتهم على المنطقة عن طريق التزود بأنواع مختلفة من الأسلحة في محاولة بائسة لإيقاف تقدم القوات الشرعية.
ومع استمرار هذا الزحف لجأ الانقلابيون كذلك إلى تكثيف زراعة الألغام خاصة في المناطق التي أجبروا على الانسحاب منها وإدخال تعديلات على الألغام المضادة للدبابات التي كان يتطلب انفجارها في السابق ضغطا بوزن يزيد عن 100كغ ليصبح 10كغ فقط علاوة على اتباع طرق تمويه مثل إخفاء الألغام داخل صخور وهمية.
أمام تعنت الجماعة الموالية لإيران وإفشالها لجولات التفاوض وإصرارها الدائم على التصعيد وجب على المجتمع الدولي التحرك فالأمر لم يعد يحتمل المزيد من التقاعس والإهمال لهذا الملف الشائك الذي لم يحظ بالاهتمام اللازم طيلة المدة الماضية.