الأخبار
يعاني المواطن اليمني الأمرين بسبب ضعفاء النفوس ويتكبد عناء حماقاتهم. ويوم بعد يوم، يبرهن هذا الشعب أنه شعب عظيم بما للكلمة من معنى. فالمتأمل لقوة صبره وصموده سيلاحظ مدى رابطة الجأش التي يتحلى بها أبناء هذا البلد.
6 سنوات عجاف حورب فيها المواطن اليمني بكل الأساليب من قتل وتدمير وتعذيب وتشريد وقنص وتفخيخ… إلا أن ذلك لم يمنعه من الإيمان بأن الفرج قادم حتى وإن طال انتظاره، فتراه يتحمل المر ويتجرع الآلام والحزن على يد ميليشيات إرهابية لم تحمل له سوى مشروع تدميري وفكري طائفي بائس.
لكن إلى حد الساعة، مازال الوضع في اليمن لم يتغير وإن تغير فسيكون من سيء إلى أسوأ بسبب ارتفاع معدل البطالة وتدهور الاقتصاد والرزوح تحت الفقر وتكالب الحوثيين على السلطة مما قضى على الأخضر واليابس، هذا إلى جانب تأزم الوضع الصحي والإنساني.
نعم المشهد في اليمن تغير لكن نحو مزيد القتامة، إذ ترى الموت يفني الآلاف بسبب الأمراض المرتبطة بسوء التغذية بما في ذلك أكثر من 85 ألف طفل دون سن الخامسة يتهددهم هذا الخطر. أضف إلى ذلك وجود أكثر من 20 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي و15 مليون على وشك المجاعة.
فوق ذلك يتم تسجيل ارتفاع في عدد الحالات المصابة بأمراض ناجمة عن الأوبئة على غرار الكوليرا وكوفيد 19. إضافة إلى وجود ملايين الأشخاص دون دخل مما يجعلهم عاجزين عن توفير حاجاتهم الأساسية.
من جهة أخرى، تواصل هذه الميليشيات حربها على الشعب اليمني من خلال استخدام الألغام والعبوات الناسفة.
لقد حطمت رقما قياسيا في زراعة علب الموت غير مكترثة بمصير المدنيين، حتى باتت هذه الرقعة الجغرافية البلد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط الذي يتعرض لكارثة انتشار الألغام حيث تصدر قائمة الدول الأكثر حوادث لانفجار الألغام على مستوى العالم في العام 2018 فقط، وذلك حسب تقرير مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام لأغراض إنسانية.
ورغم تفاوت الإحصائيات المحلية والدولية في تقدير المساحات الملغومة فإن الثابت أن هذا الأمر يشكل خطرا مستداما على حياة المدنيين سيلاحقهم لسنوات عديدة.
حجم هذه الكارثة لم يثن فرق مسام الميدانية عن التمسك بهدفها الإنساني والإصرار على عدم ترك اليمن ضيعة لمطامع خارجية عبر ذراعها الحوثي. لذلك تجد العاملين يصلون الأيام ويعملون بتفان لإزالة هذه الأشواك المنثورة في كل مكان في اليمن.
وقد تمكنت منذ بداية المشروع ولغاية يوم 25 يونيو الجاري من نزع 171731 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة منها 1185 خلال الأسبوع الرابع من هذا الشهر توزعت كالتالي: 773 ذخيرة غير منفجرة و24 عبوة ناسفة و363 لغم مضاد للدبابات و25 لغم مضاد للأفراد.
كما قام الفريق 30 الخاص بجمع القذائف خلال ذات الأسبوع بعملية تفجير وإتلاف لـ1089 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة حتى لا يتم استخدامها مجددا من قبل أي طرف.
لقد أبدع الحوثيون في زراعة الألم والحزن على ملامح اليمنيين مستخدمين كل الأساليب الإرهابية التي من شأنها أن تحول الحياة إلى جحيم مستعر. الأمر الذي أكد أنهم صاروا مسوخا بعد أن تخلوا عن آدميتهم وأصبحوا لا يفكرون إلا في كيفية إهدار المزيد من دماء الأبرياء وتخضيب الأرض الطيبة بها.