الأخبار
لطالما كان اليمنيون إخوة تجمعهم روابط الدين واللغة والتاريخ والآلام والآمال المشتركة، لكن منذ ظهور جماعة الحوثي تشتت شملهم وتمزق جمعهم وتفرقت كلمتهم.. لقد دمرت هذه الجماعة اليمن وحولته إلى أكوام ركام، إذ عمل الحوثي على تحويل البلاد إلى ساحة حرب من أقصاها إلى أدناها بغية إحكام القبضة على السلطة وعلى شعب آب لوجودهم.
“إن الإنقلاب الحوثي تسبب في حرب امتدت إلى عدد كبير من محافظات اليمن وخلف مساحات واسعة، من المدن والقرى والطرقات والمنشآت العامة ومصادر المياه والمناطق الزراعية، ملوثة بالألغام المضادة للأفراد والألغام المضادة للآليات ومخلفات الحرب”.. هذا ما ورد في كلمة ألقاها نائب المدير التنفيذي لمركز التعامل مع الألغام، العميد قائد هيثم حلبوب، خلال أعمال المؤتمر التقييمي الرابع لمعاهدة أوتاوا لحظر الألغام الذي انعقد في أوسلو.
وأكد حلبوب أن المركز قام منذ بداية عام 2019 بجمع بيانات الضحايا والمصابين، وأظهرت الإحصائيات الأولى إصابة 756 منهم 113 طفل، مشيرا إلى أن عدد الضحايا في تزايد مستمر نتيجة زرع الألغام بصفة مكثفة وبطريقة عشوائية.
وكان العميد حلبوب قد استعرض التحديات والعوائق التي تواجه عمل البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام منها اتساع المساحات المتأثرة بالألغام الأرضية مع استمرارية الحرب وقلة الإمكانيات والدعم التي يتلقاها البرنامج وخاصة المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في عدن، علاوة على الأعداد الكبيرة من الضحايا في مناطق الصراع حاليا والتي يصعب الوصول إليهم، أضف إلى ذلك عودة النازحين إلى قراهم ومناطقهم الملوثة بالألغام بسبب الحالة الاقتصادية وظروف المعيشة الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد الحوادث.
من جهة أخرى، أوضح مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام العميد الركن أمين العقيلي أن المشروع السعودي مسام تمكن بالشراكة مع البرنامج منذ يونيو 2018 وحتى أكتوبر 2019 من اكتشاف وتدمير 1642 لغما مضادا للأفراد، و43576 لغما مضادا للآليات، وألغاما مرتجلة إضافة إلى 4040 عبوة ناسفة و56722 قذيفة غير منفجرة.
وذكر العقيلي بأن اليمن تقدم بمطلب التمديد للبرنامج لمدة 3 سنوات حتى تاريخ 1 مارس 2023 بهدف تحديد حجم المشكلة الفعلية إزاء المادة الخامسة من اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد.
كما استعرض مدير البرنامج التحديات التي تواجه الحكومة اليمنية والتي تتصدرها الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران الذي ما صفتئ يزرع الألغام ويوسع من المناطق الموبوءة التي شهدت ظهور ألغام مرتجلة وعبوات ناسفة مرتجلة تعمل بالأشعة تحت الحمراء وعن بعد وبواسطة جهاز تحكم، عدا عن تحويل الألغام المضادة للدبابات إلى ألغام مضادة للأفراد عن طريق توصيلها بدواسات كهربائية.
لقد أقدمت جماعة الحوثي على النهب والسلب والاحتلال والاختطاف قصد ترهيب الأهالي وتوفير حاجياتها ، وهي تعلم تماما أنها لم تكسب من طغيانها غير الخزي والعار.
زج التمرد الحوثي على الشرعية بالملايين من الأبرياء في آتون حرب لم تخلف لهم غير الدمار والمجاعة والفقر المدقع. وتتنوع الجرائم الحوثية في اليمن لتكون الانتهاكات بحق الأطفال والنساء متصدرة المشهد ، تليها سلسلة كبيرة من الانتهاكات في حق الآثار وتاريخ هذا البلد وغيرها من الجرائم الإرهابية التي يرتكبها هؤلاء الإنقلابيون بحق أبناء اليمن على رأسها تجنيد الأطفال والدفع بهم إلى محارق القتال..
لقد ارتكبت ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على السلطة في اليمن عشرات الجرائم منتهكة بذلك القوانين الإنسانية. لكن ماتزال زراعة الألغام أكثرها إرهابا وبطشا بالمدنيين نظرا لأنها تستهدف المناطق الآهلة بالسكان الأمر الذي أدى إلى سقوط ضحايا.فهل سيبقى العالم مكتوف الأيدي في انتظار حلول الكارثة الكبرى؟.