الأخبار
بعد سطوة ظلم وقهر وإخفاقات متتالية مورست على اليمنيين لعقود مضت، استطاع أبناء هذا البلد العودة إلى طاولة الحوار بعد ثورة فبراير 2011 لإعادة النظر في طريقة الحكم. فوضعوا جميع مشاكلهم الكبيرة منها والصغيرة وخرجوا في الأخير بشكل جديد للحكم وصياغة لمسودة دستور جديد يضمن حلولا لجميع الإشكالات.
لكن ذلك لم يعجب من لديهم مخططات لبسط سيطرتهم على المنطقة، فاستغلت جماعات اجتمع فيها الشر والإجرام لتقوض حلم اليمنيين. وهو ما حدث بالفعل في 21 سبتمبر 2014 حيث تمكنوا من عرقلة طي صفحة المشاكل ومزقوا الصفحة الجديدة القائمة على الاستقرار والازدهار.
ونتيجة لهذه الحرب الهمجية التي شنتها الميليشيات الحوثية على اليمن أرضا وبشرا، فإن 80% من السكان صاروا بحاجة إلى مساعدة غذائية أو حماية بينهم 14.3 مليون شخص بحاجة لمساعدة بشكل عاجل، هذا الرقم ارتفع بنسبة 27% مقارنة بالعام الذي سبقه وذلك حسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية التي أشارت أيضا إلى أن ثلثي المناطق دخلت مرحلة ما قبل المجاعة.
أما منظمة العمل ضد الجوع الفرنسية فقد أكدت من جانبها أن أكثر من 16 مليون شخص يفتقرون إلى المياه والصرف الصحي والرعاية الطبية الأساسية. عدا عن عجز 70% من السكان عن الحصول على إمدادات منتظمة من الأدوية وذلك بسبب صعوبة وصول المساعدات وإغلاق أكثر من نصف العيادات.
ولم تقتصر جرائم الحوثيين على التجويع والتشريد وسرقة المساعدات التي تمثل شريان الحياة لعدد كبير من المواطنين بل عملت جاهدة على زراعة ما ينغص حياة اليمنيين ويلاحقها لما بعد حقبتهم السوداء. لذلك طمرت ما يزيد عن مليون لغم في مختلف المحافظات. وقد أبدعت في هذا العمل الإجرامي حيث استخدمت ألغاما على شكل صخور ملونة وألعاب أطفال ومجسمات ومواد بناء لتتصيد أكبر عدد ممكن من الأبرياء.
هذه الآفة أدت إلى سقوط ما يزيد عن 12 ألف قتيل وجريح بينهم نساء وأطفال، كما تسببت بإعاقة أكثر من 22 ألف شخص. ويفضل هذا الإسراف الحوثي في نثر بذور حقدها، صنفت منظمات دولية اليمن كأكبر حقل للألغام في العالم.
هذا الإجحاف والحيف في حق اليمن قابله رأفة من قبل العاملين في مشروع مسام الذين وضعوا حياتهم على المحك في سبيل تأمين حياة أناس لا تربطهم بهم إلا “الإنسانية”.
وقد تمكنت فرق المشروع الميدانية خلال الأسبوع الثالث من شهر يونيو من إزالة 772 ذخيرة غير منفجرة و14 عبوة ناسفة و321 لغم مضاد للدبابات و5 ألغام فردية ليكون المجموع 1112 وليرتفع إجمالي ما تم نزعه منذ ال30 من مايو ولغاية 18 يونيو الجاري إلى 3243.
تخيم كارثية الأوضاع في اليمن على جميع الأصعدة، وهو ما جعل آلاف السكان لا يجدون المأكل والمأوى والرعاية الصحية اللازمة للحفاظ على حياتهم التي تتسرب من بين أيديهم يوما بعد يوم.