الأخبار
في ظل حالة الفوضى والضبابية التي يعيشها اليمن على جميع المستويات يبدو أن التهديدات أصبحت “الخبز اليومي” لكل من يتجرأ على معارضة ميليشيات الحوثي والوقوف في وجه عربدتها وإجرامها المستشري في الأراضي اليمنية التي باتت قاب قوسين أو أدنى على شفا جرف قد يهوي منه إلى المجهول.
وكعادته يستمر هذا التنظيم المندحر والمنكسر في مسلسله الإجرامي واستهداف المدنيين بصفة مباشرة، ولم يكن يوم عيد الفطر بمنأى عن غطرسة هذه الفئة الضالة الماضية في التقتيل وإلحاق الأذية بالبشر والحجر لتشفي غليلها من اليمنيين الرافضين لقراراتها ووجودها.
فقد شهدت الساحة اليمنية حالة من الانقسام الحاد بين المحتفلين بعيد الفطر المبارك يوم الثلاثاء بناء على إعلان وزارة الأوقاف الشرعية التي أكدت ثبوت هلال شوال وبين الصائمين بناء على فتوى دار الإفتاء التابعة لسلطة الميليشيات الحوثية التي اعتبرت يوم الثلاثاء متمما لشهر رمضان المبارك، وفي خضم هذا التضارب سعت الميليشيات لفرض إجراءات عقابية صارمة بحق اليمنيين المحتفلين في كل المناطق الخاضعة لسيطرتها حيث اعتبرت أي مظهر من مظاهر الاحتفال تمردا عليها واعترافا بشرعية الحكومة الشرعية وإنكارا لها ولسياسة الأمر الواقع التي سعت لفرضها منذ انقلابها سنة 2014، لذلك استعملت هذه الفئة المارقة مساء الاثنين كل وسائل الترهيب قصد تخويف المواطنين وإثنائهم عن الاحتفال ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل قامت باختطاف عدد من سكان مدينة آب بتهمة الاحتفال بالعيد، هذا علاوة على إقدامها على قتل إمام خطيب في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء بعد أن قامت باقتحام مصلى العيد في المنطقة وأمرت الإمام بالتوقف عن إلقاء الخطبة الذي رفض بدوره الانصياع لأوامرها فباشرته بإطلاق النار وأردته قتيلا على منبر المصلى.
هذه التصرفات الرعناء الدالة على نقمة الحوثيين على الشعب اليمني حولت حياة السكان إلى جحيم لا يطاق وصراع يومي من أجل البقاء. وكانت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان في العالم العربي قد كشفت عن ارتكاب هذه الجماعة لأكثر من 20 ألف انتهاك بحق أبناء قبائل حجور فقط تنوعت بين القتل و الاعتداءات الجسدية والإخفاء القسري والتهجير إضافة إلى تدمير المنازل وقصفها ونهب المنشآت.
وكان فريق الرصد الميداني للمنظمة قد وثق قيام ميليشيات الحوثي بتفجير 25 منزلا بطريقة مباشرة باستخدام مادة الديناميت.
كما أشار التقرير إلى الانتهاكات التي طالت المعالم التاريخية حيث رصد 6 حالات انتهاك للمعالم 5 منها حولت إلى ثكنات عسكرية أما السادس وهو حصن النمغة الأثري فقد وقع تفجيره في تطاول واضح على تاريخ اليمن.
كما ذكر التقرير تنفيذ الميليشيات لإعدامات جماعية وقتل وحشي ومتعمد بحق أبناء قبائل حجور بطرق مختلفة تدل على مدى الحقد الذي يكنه لهم هؤلاء المتمردون حتى صاروا يتلذذون بإزهاق الأرواح بطرق متنوعة فمنها ما تم بالقصف العشوائي باستخدام الأسلحة الثقيلة كالمدفعية والهاون والكاتيوشا والصواريخ البالستية ومنها ما تم بالقنص والقتل المباشر.
هذا ومنعت هذه الفئة الانقلابية وصول المساعدات الإغاثية إلى المديرية علاوة على قطع شبكة الاتصالات الهاتفية والإنترنت بشكل كامل مما جعلها منطقة معزولة عن العالم.
إن الوضع الذي يواجهه اليمنيون لا يقل عن كونه كارثة إنسانية بسبب النزوح الجماعي وتفاقم الفقر والتدهور الاقتصادي وارتفاع عدد الضحايا وسوء الأوضاع والافتقار إلى الطعام والمياه والمرض لذا بات من الضروري أن تقوم الأمم المتحدة بواجبها القانوني والإنساني والأخلاقي تجاه أبناء اليمن وذلك بحمايتهم ومحاسبة مسلحي جماعة الحوثي الذين يرتعون في الأراضي اليمنية دون رادع.