الأخبار

كارثة من الكوارث الإنسانية في اليمن.. إنها الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في كل شبر من الأراضي اليمنية خاصة تلك التي اندحرت منها، حيث أكرمتها بأعداد هائلة من الألغام لتخلف وراءها حقول موت تفتك بأرواح اليمنيين.
إن الأحداث الدامية في اليمن تقف وراءها جماعة الحوثي بسبب تعنتها وإمعانها في القتل والإعتقال والتعذيب والقنص. هذه الميليشيا الانقلابية دمرت البنية التحتية، إضافة إلى قيامها بصناعة الألغام وزراعتها بطريقة غير مسبوقة مستهدفة المدنيين العزل مما أدى إلى إلحاق إصابات مستديمة وخسائر بشرية كبيرة.
موت صامت يقبع في المسالك والمنازل والمدارس.. ينتظر ضحيته بصبر كبير، ضجيج انفجار الألغام يكاد يصم الآذان، وكأنه لا يكفي الدمار الواسع الممتد هنا وهناك حيث لا تترك مجالا لتجف دماء ضحية حتى تنقض على أخرى وكأنها تحاول منع اليمنيين من التقاط أنفاسهم.
هذه الجماعة تنشر الموت أينما حلت فآلة حربها مازالت تحصد الأنفس وتزيد عدد الأيتام وتحرم الأطفال من لذة الحياة وتسرق منهم حاضرهم ومستقبلهم.
لقد كشف هذا الانقلاب أن الحوثيين ليسوا نتاجا للأحداث الأخيرة بل كانوا موجودين منذ زمن طويل يتحينون الفرصة للانقضاض على السلطة وفرض حكمهم بقوة السلاح غير مهتمين للصدع الذي أحدثوه وهو ما يؤكد أن آدميتهم لم تكتمل.
وترى بعض المنظمات المختصة أن اليمن بات يتصدر القائمة في كارثة انتشار الألغام، حيث يعتبر من أكبر حقول الألغام على وجه الأرض. فالحوثيون يزرعون ألغامهم في كل وقت وينشرونها في كل مكان برا وبحرا.
وتعتبر الألغام البحرية التي وزعها الحوثيون بكرم على السواحل اليمنية تهديدا حقيقيا للصيادين واليمنيين على حد السواء إضافة إلى تهديد السفن التجارية وسفن المساعدات.
وقد أتلفت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة لغما بحريا كان قد زرعه المتمردون في منطقة الحيمة الساحلية بمحافظة الحديدة. وأوضح العقيد إسماعيل المقرمي القيادي في معسكر الحيمة أن هذا اللغم كان سيودي بحياة عدد من الصيادين، مشيرا إلى أن الفرق الهندسية قامت في وقت سابق بنزع وتفكيك كميات كبيرة من الألغام البحرية في نفس المنطقة والتي تعمدت الميليشيات نشرها في مراكز الإنزال السمكي وعلى طول امتداد الساحل الغربي متسببة بمقتل وجرح العشرات من الصيادين.
هذا علاوة على الألغام الأرضية التي ما انفكت تسرق الأرواح وتبتر الأطراف فقد انفجر لغم أرضي شمال مدينة المخاء جنوب قرية يختل بشاحنة ما تسبب في بتر أرجل السائق، كما وقع إزالة 8 ألغام مجاورة لمكان الحادث. يأتي هذا ضمن الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات ضد أبناء الساحل الغربي.
إن العداء البغيض الذي تكنه هذه الجماعة الانقلابية لليمنيين ماهو إلا نتيجة تكالبها على السلطة في ظل الرفض الشعبي لوجودها، فلم يجن هذا الشعب سوى الخراب والدمار.. إذا يبقى على المجتمع الدولي البحث عن حل استعجالي لينهي هذه الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني يوميا.