لا يكاد يغلق جرح في اليمن أو يعمل على تطبيبه بسبب الألغام، حتى تفتح جراحات أخرى تكشف مقدار معاناة اليمنيين مع هذا الموت الملغوم المتربص بهم.
فكل البيوت في اليمن يخيم عليها شبح الخوف من هذا العدو الغادر الذي لا يرحم ولا يمل انتظار ضحيته ولا يمهله البتة الخلاص من شره.
كبار وصغار يخافون خطواتهم في مناطق عدة في اليمن مازالت تستوطنها الألغام، وأخبار الضحايا كل يوم تؤكد القريب والبعيد أن علب الموت في اليمن دموية حد النخاع وأن من زرعها كان حريص كل الحرص على جعلها آلة قتل وهلاك ومعاناة.
فقد أصيب ثلاثة أطفال في انفجار ثلاثة ألغام، من مخلفات الميليشيات في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب، حيث أفادت مصادر محلية أن الأطفال، عبدالرب حسين كريشان، غمدان كريشان، وناجي حسين المصري، تعرضوا لإصابات بليغة نتيجة انفجار ثلاثة ألغام في منطقة المحجزة بمديرية صرواح غربي محافظة مأرب.
كما أصيب ثلاثة مدنيين، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الميليشيات، استهدف سيارة كانت تقل العديد من المواطنين في الطريق الصحراوي بمحافظة الجوف، حيث أفادت مصادر محلية أن 3 مدنيين أصيبوا بانفجار لغم بمركبة مدنية تابعة للمواطن “أحمد بن حمد الشعبي”.
وبحسب تقرير حقوقي بمحافظة الجوف، فإن إجمالي الضحايا المتضررين بالألغام منذ أكتوبر 2018 وحتى أغسطس الماضي، بلغ نحو 912 ضحية، توزعوا بين 288 قتيلا بينهم 219 من الرجال و41 امرأة و28 قتيلا من الأطفال.
فيما بلغ إجمالي المصابين نحو 622 مصابا بإصابات متفاوتة، تسببت فيها ألغام متنوعة منها ألغام أرضية مضادة للأفراد زرعت في المراعي والطرقات العامة، والبعض كان ناتجا عن العبوات الناسفة والألغام المضادة للمركبات.
وهو واقع تواصل فرق مسام على العمل على تغييره ومجابهة الألغام فيه، حيث بين قاسم الدوسري، مساعد المدير العام لمشروع مسام، أنه تم في باب المندب إتلاف مجموعة من الألغام المضادة للأفراد والدبابات والفيوزات والمقذوفات المختلفة.
وقد أفاد الدوسري أن العدد الإجمالي لهذه الأجسام الخطرة يقدر 957، وبالتالي وبناء على هذه العملية الأخيرة بلغ مجموع ما تم إتلافه من بداية شهر 7 سنة 2018، لغاية شهر سبتمبر 2021، عدد 27760 ألف لغم وبذلك تم تأمين مساحة 26 مليون 847 من الجغرافيا اليمنية.
وقد أعرب الدوسري أن فرق مسام مستمرة في جهودها ومثابرتها معتبرا أن تنامي وعي المواطنين بمخاطر الألغام مسألة في غاية الأهمية وأن التعاون المعلوماتي بين المواطن والسلطات الوطنية وفرق النزع المتواجدة على طول الساحل الغربي، سيدفع باليمن نحو ضفاف” يمن بلا ألغام”.