الأخبار
مع استمرار الميليشيات الحوثية في التصعيد وفشل كل محاولات التفاوض والتسوية التي رعتها الأمم المتحدة، ازدادت كلفة الانقلاب على المدنيين من خلال إزهاق الأرواح وإصابة آلاف آخرين وتدمير الممتلكات العامة والخاصة علاوة على تشريد الأهالي.
يعاني اليمن، ريفا وحضرا، على جميع المستويات الاقتصادية منها والاجتماعية والغذائية والأمن النفسي والجسدي للمواطنين، فقد دكت أدوات الحرب الحوثية بزعامة الألغام تلك المكتسبات التي تحصل عليها اليمنيون بمشقة بالغة. فباتت المباني الحكومية والمدارس والمستشفيات والمنازل أهدافا محتملة لعبوات الغدر الحوثية التي لم يسلم من بطشها لا بشرا ولا حجرا.
إذ لم يعد زرع ميليشيات الحوثي للألغام هدفه إعاقة الجيش الوطني من التقدم وحرمانه من السيطرة على المناطق التي تفر منها بقدر ما هو انتقام من المواطنين وقتلهم في مساكنهم وقراهم عدا عن العبث بأجسادهم.
وكان خبراء عسكريون قد قدروا أن عدد الألغام التي نثرها الحوثي تتجاوز مليوني لغم. ولا تتوقف أيادي الشر عن زرع هذه الآفة كل يوم وتفخيخ السهول والهضاب والوديان والمزارع والطرق والمراعي والمباني، في استهداف مفضوح لأرواح المدنيين العزل إضافة إلى تعريض ممتلكاتهم للخطر وتسويتها بالأرض مع التسبب في جعل الأراضي الفلاحية قاحلة.
ما يؤلم هو جحود هذه الفئة من أبناء اليمن ونكرانهم لمعاناة أبناء وطنهم. وما زاد تلك المعاناة أنهم باعوا وشروا وتاجروا بألم كل جريح ويتيم وأرملة… لإشباع رغبات حليفتهم وليتكسبوا منها أموالا ومناصبا غيرها من الامتيازات.
إن ما يعيشه اليمن اليوم من معاناة كبيرة جراء المؤامرة التي تحاك ضده وضد أهله من قبل هذه الجماعة، ومن الحرب التي تطال أبناء هذا الشعب وما يقوم به هؤلاء الإرهابيون من جرائم شنيعة، كل ذلك يساهم في تدهور الوضع هناك ويؤشر على كارثة إنسانية غير مسبوقة.
لكن رغم كل المؤشرات السلبية وكل الصعوبات، مازال مشروع مسام متمسكا بإتمام مهمته على أكمل وجه. لذلك تعمل فرقه الهندسية بوتيرة عالية وبدعم سخي من قبل إدارة المشروع.
وكان قائد الفريق السابع، المهندس محمد العجرة، قد أكد أن فرق مسام تمكنت من تأمين وفتح جميع الطرق الرئيسية والفرعية في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة. فلأكثر من خمس سنوات وعشرات المزارع هناك مهجورة بسبب الألغام. لكن الفريق السابع مسام استطاع تأمينها وإعادة الأمل لأصحابها في عودة حياتهم إلى سالف عهدها.
وأشار المهندس محمد العجرة إلى أنه تم نزع وإتلاف أكثر من 1500 لغم مضاد للدروع وما يزيد عن 20 عبوة ناسفة بوزن 50 كيلوغراما إضافة إلى مئات القذائف والذخائر غير المنفجرة. لكن رغم هذه الجهود المبذولة من قبل المشروع لتأمين مديرية الخوخة لا يمكن الجزم أنها أصبحت آمنة بشكل كامل نتيجة كثافة الألغام وعشوائية زراعتها.
لم تدخر فرق مسام أي جهد في سبيل انتشال اليمن من مستنقع المتفجرات الذي رمته فيه ميليشيات الحوثي. لكن جميع الأرقام الواردة تؤشر إلى حدوث كارثة إنسانية كبيرة تستهدف الإنسان اليمني نتيجة استمرار هؤلاء المارقين في زراعة الألغام بشكل عشوائي.