الأخبار

كأن معاناة اليمنيين مع الألغام لا تنتهي، فما أن يغلق لها باب حتى يفتح الآخر فاهه، ليتستمر المسلسل في تلك الربوع وسواقي الدم.
الشتاء مع الألغام فصل آخر من الرعب والمفاجأة القاتلة، فغيث السماء المعطاء، وأمطار الخير والبركة باتت تخيف اليمنيين ليس جحودا لفضل السماء وإنما مخافة ما تخفيه الأرض اليمنية المسكونة بالألغام. مع أنهما أمطار الوفرة والعطاء يصبح الناس أكثر توجسا من الأرض التي كانت تنبت لهم بالأمس أنواعا من الخيرات، وبعد أن كانوا يتبادلون التهاني في موسم الوفرة استبشارا بسنة خير، باتوا يتبادلون التحذيرات من فخ الأمطار.
الأمطار بريئة من مكائد ما هو تحت الأرض، لكن الألغام الشريرة هي السبب، السيول تعري الألغام وتجرفها إلى أناس أبرياء ليهلكوا بها.. وهذا ما حدث مؤخرا، فقد تعرضت عائلة سعودية في جازان لانفجار لغم أرضي من ألغام المليشيا الحوثية بعد أن جرفته السيول المنقولة إلى داخل حدود المملكة، نتج عنه وفاة طفل وإصابة طفلين وامرأة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن نائب المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بجازان، محمد بن حسن آل صمغان، أكد أن اللغم كان “من الألغام التي تزرعها المليشيا الحوثية بالداخل اليمني، جرفته السيول المنقولة إلى داخل حدود المملكة العربية السعودية”.
وخلال مرور الأسرة السعودية بمركبتهم انفجر اللغم ما أسفر عن مقتل طفل عمره 10 سنوات، وإصابة خطيرة لطفلين آخرين بجانب تعرض امرأة (29 عاما) للإصابة أيضا.
وهذا حال اليمنيين في الشتاء، خوف مستمر من الألغام تزعزع السيول، فالحذر ليس دائما تراجعا، ومحرر الماء المتدفق من هطول الأمطار قد يحمل موتا متفجرا.