الأخبار
مقطع الفيديو المصور من أحد المواطنين في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء وسط اليمن، والذي يظهر كيف يتنقل أهالي المنطقة وأطفالهم بين الألغام التي زرعتها ميليشيا الانقلاب، حظي بمتابعة هامة وتفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.
بطلة هذا الفيديو، طفلة برفقة إخوتها الصغار تسير في طريق ملغوم بمديرية الزاهر، وتحذر إخوتها أن يتجاوزوا أحد الألغام المزروعة التي صادفتهم في وسط الطريق.
هذا المشهد الإنساني الحي يحمل رسائل كثيرة للرأي العام العالمي، أولها مقدار التهديد المحدق باليمنيين، وخاصة الفئات الهشة كالنساء والأطفال الأبرياء الذين هم أكبر ضحايا فخاخ الموت الحوثية.
أما ثانيا، فإن هذا المشهد المؤسف في ظاهره وبعده الإنساني الصرف، يخفي رسالة في غاية القوة والجدارة، فالبرهان الكاشف يُبرز تصرف هذه الطفلة الصغيرة مع الألغام وإرشادها لأخواتها لتجنب فخاخ الموت التي كانت تفصلهم عنها بضعة خطوات، أن حملات التوعية التي قادتها وثابرت فيها ومن خلالها الجهات المعنية بمكافحة الألغام في اليمن وعلى رأسها مسام، أتت أكلها.
وثالثا تبرز صورة الألغام المبثوثة تحت أقدام اليمنين في هذا المنظر، عمق وكبر المسؤولية والمشوار الطويل الشائك الذي ينتظر المثابرين في ماراثونات مكافحة الألغام، وإيقاف عداد الهلاك المتعطش لدم الأبرياء في تلك الربوع، وهذا المشهد يحمل دعوة ضمنية لأصحاب الضمائر الحية والحس الإنساني إلى الانضمام لركب المكافحين للألغام على صفائحها الساخنة في اليمن.