الأخبار
يعد العمل في مجال نزع الألغام من أكثر الأعمال خطورة وتعقيدا، بل من الأعمال التي لا تقبل أي خطأ إطلاقا، إذ أن الخطأ البسيط قد يكلفك حياتك. ولذلك يعتبر الأخذ باحتياطات السلامة والأمان نبض هذه المهمة وروحها، لأن الحفاظ فيها على أنفس العاملين في هذا الحقل الإنساني، يعني استمرار مسار العطاء فيها مع حماية الخبرات والطاقات التي تدفع بدفة العمل الإنساني في إطارها إلى الأمام.
وبما أن نسبة حصول حوادث انفجارات غير مضبوطة في مجال نزع الألغام، أولت إدارة مشروع مسام اهتماما كبيرا بحماية النازع وتأمين حياته ابتداء من إخضاع النازعين لدورات مكثفة حول معايير السلامة، ومن ثم تزويد النازعين بوسائل حماية كالدروع، وغيرها من وسائل الوقاية التي يمنع على النازع دخول حقل الألغام إلا بارتدائها.
ولم تكتف إدارة مشروع مسام بذلك، بل عملت على تأهيل وتدريب طواقم طبية متخصصة، وتزويدهم بالأجهزة الطبية وسيارات إسعاف لمرافقة فرق مسام الهندسية في كل المناطق اليمنية التي تنتشر فيها.
وقد أكد مسعف الفريق 13 مسام، مراد عبدالله الدبا، في تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي أن الطواقم الطبية المرافقة للفرق الهندسية تعمل على مدار العام، بل إن الفرق الهندسية لا تتحرك إلى حقول الألغام إلا بوجود المسعف باعتباره المنقذ في حالة حصول أي طارئ للنازعين.
وقد أفاد المسعف عبدالله الدبا أن من مهام المسعفين تدريب الفرق الهندسية على عملية الإخلاء في حالة تعرض أي نازع لحادثة انفجار لغم، ومن ثم يقوم المسعف بعمل الإسعافات الأولية اللازمة للمصاب ونقله إلى المستشفى، مشيرا بأن المسعفين المرافقين للفرق الهندسية يقومون مسبقاً بأخذ جميع البيانات الطبية لكل نازع في الفريق الهندسي المرافق له.
كما أضاف الدبا، شارحا سبب انخراطه في مجال عمل مشروع مسام في اليمن، حيث أفاد أن ما دفعه للعمل في مشروع مسام ومرافقة الفرق الهندسية التابعة له رغم خطورته هو دافع إنساني كون عملية نزع الألغام وتأمين حياة المدنيين من أنبل الأعمال الإنسانية على الإطلاق، معتبرا أنه والعاملين مثله فخورون كونهم يعملون في هذا المشروع الكبير الذي تمكن بفضل إخلاص إدارته وعزيمة فرقه الهندسية من إبعاد ملايين اليمنيين عن خطر يتربص بحياتهم بسبب لغم وعبوة ناسفة.
لذلك بذل مسام ومازال يبذل جهدا كبيرا في إعطاء عناية فائقة لمهمة الطواقم الطبية المرافقة لفرق مسام على الأرض حتى تكون السلامة حجر زاوية في إطار عمله الإنساني في اليمن.