الأخبار
لاتزال فصول الإنقلاب الحوثي مستمرة، وقد كشفت عن إصرار الميليشيات على استهداف المدنيين وتهديد أمن المنطقة كما أنها توجه في كل مرة طعنة جديدة لمسار الحل السياسي مخالفة بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية والقيم الإنسانية.
ويعمل الحوثيون بتصميم كبير على تقويض كل مقومات الدولة وإلحاق الأذية بأبناء اليمن. فقد كان المتمردون يعتمدون على الألغام بصفة كبيرة لتحقيق تقدم نسبي على الميدان وللتشفي من شعب رفض وجودهم ويسعى إلى لفظهم خارج دولته، وهو ما أكده المدير العام لمشروع مسام السيد أسامة القصيبي بقوله إن الألغام التي عثروا عليها في اليمن هي ألغام إيرانية الصنع ومحلية الصنع وهي موجودة بكميات هائلة وأن النسبة الأكبر من الألغام المضادة للمركبات عدلت لتغدو مضادة للأفراد لتنفجر حتى وإن وطأتها أقدام طفل. هذا علاوة على طمرها في مناطق آهلة بالسكان، وفي كلتا الحالتين تكون هذه الميليشيات قد ارتكبت جريمة حرب.
لكن خلال السنوات الأخيرة، أضاف الحوثيون نوعا مختلفا من الذخائر إلى ترسانتهم الحربية ألا وهو العبوات الناسفة التي تتميز بقدرتها التدميرية الهائلة وسهولة وضعها في الأماكن المستهدفة بطريقة متخفية.وقد أشار القصيبي إلى ذلك في تصريح له لقناة العربية بقوله أن العبوات الناسفة تستخدم اليوم في اليمن بكثافة غير مسبوقة بأحجام مختلفة وأشكال مموهة وتعمل عن طريق الأشعة تحت الحمراء أو عن طريق سلك تعثر أو جهاز تحكم أو هاتف مبينا أن عددها صار تقريبا مساويا لعدد الألغام الموجودة على التراب اليمني.
الملفت للإنتباه أن العبوات الناسفة ظهرت منذ البداية كمنظومة أسلحة متكاملة محترفة، أي لم تكن تلك النسخ التجريبية المصنوعة والمطورة محليا وقد ذكر تقرير منظمة “بحوث التسلح أثناء النزاع” (CAR) أن المتفجرات الناسفة الخارقة التي تم التقاطها في اليمن تحمل كل صفات المصفوفات المتطورة التي قام حزب الله بنشرها لسنوات ومنحها للميليشيات العراقية بعد عام 2003.
وكثفت الميليشيات الحوثية استعمال العبوات الناسفة لتمثل تهديدا أمنيا جديدا ينضاف إلى الألغام التي لطالما أرقت اليمنيين وحولت حياتهم إلى كابوس، مما جعل الأمر مقلقا خاصة في ظل تزايد أعدادها في المناطق السكنية حيث نفذت مؤخرا عملية استهداف لقوات الحزام الأمني التابع للمجلس الإنتقالي باستعمال دراجة نارية كانت رابضة على جانب أحد الشوارع مما أدى إلى سقوط 6 بين قتيل وجريح.
تلتها محاولة اغتيال فاشلة لقائد قوات الحزام الأمني في مديرية الشيخ عثمان بعد أن استهدفت عبوة ناسفة طاقمه الأمني في عدن بالقرب من البنك العربي بجانب ميدان القاهرة وبالنظر إلى الموقع الذي اختارته هذه الجماعة للنيل من عدوها نلاحظ أنها انتقت مكانا حيويا وهو ما يدل على خبثها لتضرب عصافيرا بحجر واحد، وبالتزامن استهدفت عبوة أخرى في مديرية دار سعد قوات الحزام الأمني لكنها لم تسفر عن أي خسائر.
ما يحدث في اليمن ليس من قبيل الصدفة، فاستخدام العبوات الناسفة هو انتقال لمرحلة جديدة وفق الأجندة الحوثية وهي لعبة مكشوفة للعيان للإبقاء على حالة الفوضى في مختلف المناطق اليمنية وزرع الرعب والخوف في نفوس المواطنين.