عشوائية الهدف والموقع والرهان، تطمح الألغام في اليمن أن تحول هذا البلد الشقيق إلى ساحة للعبث والفوضى والدمار. فعلب الموت المتفجر تربض في مواقع زراعتها أيادي الغدر والشر، منتشرة كالفطر السام دون خرائط تحدد مواقعها، وهي متعطشة للدم لا تترك من مصائدها بشرا ولا حجرا، فكل ما يتحرك على الأرض مستهدف، وأما غايتها فنشر قانون الغاب في هذا البلد.
حوادث كثيرة راح ضحيتها أبرياء من كل مكان في اليمن، بل من ومن نفس العائلات اليمنية، حيث قتل في إحدى هذه المآسي الدموية على سبيل المثال لا الحصر، ثلاثة مدنيين من أسرة واحدة بانفجار لغم من مخلفات الميليشيات في مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة غربي اليمن.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر محلية إن خالد محمد بلكم وأخيه سعيد محمد بلكم وابن عمهم محمد أحمد بلكم قتلوا نتيجة انفجار لغم أرضي بدراجة نارية كانوا يستقلونها، في طريق فرعي بقرية الغويدر قرب مركز مديرية التحيتا.
كما قتل في حادثة أخرى طفلان من أسرة واحدة، وهما حمد عمر سالم مجهصي (15 عاما)، ومحمد علي محمد عيسى مجهصي (14 عاما)، جراء انفجار لغم من مخلفات الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي، جنوب محافظة الحديدة غربي اليمن.
وقال المركز اليمني للتعامل مع الألغام بأن طفلين قتلا جراء انفجار لغم بهما أثناء رعيهما للأغنام، في قرية الجروبة منطقة المجيلس التابعة لمديرية التحيتا جنوبي محافظة الحديدة.
تأتي هذه الحوادث بعد أيام من مقتل الطفلين الشقيقين محمد وأحمد إبراهيم أحمد ناجي في قرية الجروبة بلغم من مخلفات الألغام الحوثية المزروعة بشكل عشوائي في المنطقة.
وعلى هذا المنوال المرير تفجع الألغام العشوائية اليمنيين في أمنهم وحياتهم إلى حد كبير، تاركة جراحا غائرة مفتوحة لدى العديد منها، وخاصة الأسر التي فقدت أكثر من فرد منها في حادث واحد بسبب علب الموت المتفجر.
وهو ما عبر عنه قاسم الدوسري مساعد مدير عام مشروع مسام بقوله “إن مشروع مسام يواجه تحديات كبيرة على الأرض وخصوصا في المناطق المحررة حديثا، حيث يتعامل مسام مع حقول عشوائية غير نظامية تم الوصول إليها عن طريق بلاغات المواطنين وعن طريق الحوادث التي تسببت في وقوع الكثير من الخسائر البشرية والإصابات المؤسفة والخسائر المادية”.