بين النزع والإتلاف والتوعية، تبذل فرق مسام جهودا مضنية في كفاح الألغام في اليمن معولة إلى حد كبير على تنامي وعي المواطنين بخطورة علب الموت المتفجر والالتزام بالعلامات التحذيرية التي تضعها فرق المشروع لحماية الناس من الألغام، بالإضافة إلى الإبلاغ الفوري عن الأجسام المشبوهة وذلك لكسب المعركة ضد هذا العدو الملغوم.
وقد أفاد مدير عام مشروع مسام الأستاذ أسامة القصيبي أن فرق المشروع الميدانية نزعت منذ انطلاقة المشروع ولغاية يوم 25 فبراير 322789 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، وقد نفذ مشروع مسام مؤخرا عمليتي إتلاف وتفجير لـ1000 لغم أرضي في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، مما يكشف مقدار الجهد الذي تبذله فرق هذا المشروع الإنساني في نزالها مع علب الموت المتفجر.
وفي تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي، أكد نائب مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بمأرب منتظر الردفاني أن عمليتي الإتلاف التي نفذتها فرق مسام اليوم تعد العملية الثامنة لمشروع مسام في عسيلان خلال شهري يناير وفبراير.
وعن سبب تواصل سقوط ضحايا مدنيين بسبب الألغام في شبوة، قال الردفاني إن الزراعة العشوائية للألغام وبشكل مكثف وبطرق وأساليب إجرامية ومموهة هي السبب رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق مسام والتي تمكنت خلال شهرين من نزع أكثر من 25 ألف لغم وعبوة ناسفة.
وأضاف الردفاني أن الفرق الهندسية تعمل على وضع علامات إرشادية للمواطنين بالمناطق الملغومة التي يجب تجنب المرور منها داعيا المدنيين إلى عدم دخول أي مناطق إلا بعد تأمينها من قبل فرق مسام الهندسية.
وقد بين قاسم الدوسري، مساعد مدير عام مشروع مسام أن فرق مسام مستمرة في جهودها ومثابرتها، معتبرا أن تنامي وعي السكان بمخاطر الألغام مسألة في غاية الأهمية وأن التعاون المعلوماتي بين المواطن والسلطات الوطنية وفرق النزع المتواجدة على طول الساحل الغربي، سيدفع باليمن نحو ضفاف “يمن بلا ألغام”.
كما أوضح علي زيد، وهو عضو في برنامج توعوي يضم 16 فريقا توعويا، أن البرنامج اليومي لفرق التوعية يشمل زيارة الأماكن الملوثة بالألغام وهذا الجانب أسفر عن تحسن إيجابي في استيعاب الأهالي المخاطر التي تشكلها القذائف غير المنفجرة إلى حد أن البعض يتصل بنا أو يقوم بالاتصال بالأرقام الهاتفية التي توزع مسبقا للإبلاغ عن الأجسام الخطرة، وقد نتج عن ذلك تلقينا العديد من البلاغات، حيث تمكنت الفرق الميدانية من انتشال القذائف وبقايا الذخائر غير المتفجرة.
كما أفاد عماد الصوفي، أحد أعضاء فريق التوعية أن الجهود التوعوية تستهدف المناطق القريبة من حقول الألغام وتلك التي كانت تتمركز فيها الميليشيات وتخضع جميع فرق التوعية لمعايير معينة، كما تستهدف التجمعات السكانية التي تكرر فيها وقوع انفجارات ناتجة عن لمس أجسام غريبة، وهو ما نسعى للتأكيد عليه باستمرار وندعو الناس إلى الالتزام بالعلامات التحذيرية وتجنب ملامسة أي جسم غريب والإبلاغ عنه فورا لدى الفرق المختصة.