
كثرة الألغام وعشوائيتها وعدم الالتزام أحيانا بالإشارات التحذرية التي تضعها فرق مسام للتنبيه بعدم الاقتراب من مناطق موبؤة بالألغام وعفوية بعض الفئات الاجتماعية اليمنية، يجعل الأطفال والنساء وكبار السن على وجه التحديد لقمة سائغة بالنسبة للألغام المفترسة والمتعطشة للدم في اليمن.
حالات عدة وحوادث مختلفة تبرهن على هذا الواقع المرير الذي تفرضه الألغام الفتاكة على هؤلاء الأبرياء،فقد أصيبت مؤخرا مسنّة، وطفلة بجروح، جراء انفجار لغم من مخلفات المليشيات جنوبي محافظة الحديدة، غربي اليمن. وحدثت هذه المأساة نتيجة لغم انفجر بسيارة يستقلها مدنيين في إحدى الطرقات، بمنطقة الفوهة، التابعة لمديرية جبل رأس.
وقد أدى الإنفجار إلى إعطاب السيارة، وإصابة المواطنة سلامة عبدالسلام محمد حشاش (70 عامًا) والطفلة شيماء علي عبده (6 أعوام)، بإصابات بليغة، حيث تسببت الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي في مختلف مناطق محافظة الحديدة، بسقوط آلاف الضحايا من المدنيين.
وفي حادثة أخرى أصيب عدد من الأطفال جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها الميليشيات في إحدى مدارس منطقة العود شمالي محافظة الضالع.
وقد نقلت وكالة سبتمبر نت عن مصادر محلية قولها إن عبوة ناسفة انفجرت في ساحة مدرسة بيت الشرجي، في منطقة العود شمالي الضالع، أسفرت عن إصابة عدد من الأطفال بعضهم إصابتهم خطيرة.
وقد أوضحت أن مليشيات الحوثي قامت بتفخيخ عشرات المدارس والمساجد والجسور القريبة من جبهة الفاخر وباب غلق شمالي غرب قعطبة، إضافة لجبهة صبيرة وبتار بمديرية الحشاء بمحافظة الضالع.
حيث تقوم الميليشيات بتفخيخ المدارس والمساجد لمنع أي محاولة لتقدم القوات الحكومية في تلك الجبهات.
وتسبب لغم أرضي في مقتل إمرأة في مديرية مجزر شمال غرب محافظة مأرب، حيث راحت بغداد علي حسن رقيب، في العقد الخامس، ضحية إنفجار لغم أرضي للحوثيين شرقي مفرق الجوف بمديرية مجزر، فقد دأب الحوثيون على زراعة الألغام بشكل كثيف وعشوائي في العديد من المناطق الآهلة بالسكان والطرق العامة ومناطق الرعي والزراعة بطرق ووسائل مختلفة بهدف قتل المدنيين وإعاقتهم.
كما أصيبت مواطنة من أهالي مدينة الحديدة، حامل في شهرها السابع، بانفجار لغم من مخلفات الميليشيات في الأحياء الشرقية للمدينة غربي اليمن. حيث انفجر بالمواطنة حمدة محمد عبدالله جلاجل، من قرية المسنا بمديرية الحالي، مما أسفر عن بتر قدميها.
وتعد قرية المسنا الواقعة جنوب مطاحن البحر الأحمر، من أكثر المناطق في الحديدة من حيث أعداد ضحايا ألغام الميليشيات.
وقد أفادت مصادر محلية في محافظة الجوف في واقعة أخرى أن لغما حوثيا انفجر بسيارة المواطن عايض حريدان وتسبب في مقتل زوجته، فيما تعرض هو وطفلته البالغة من العمر 7 سنوات لعدة إصابات وصفت بالخطيرة.
كما شهدت محافظة الجوف سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين خلال الشهرين الماضيين جراء انفجار ألغام عشوائية كثيفة في جميع المناطق الحيويّة المرتبطة بحياة المدنيين.
ليستمر بذلك مسلسل التقتيل الدموي للألغام بحق المدنيين اليمنيين، في وقت تسابق فيه فرق مسام الزمن لتنقل بين مختلف المحافظات اليمنية المحررة لإزالة علب الموت المتفجرة ساعية لإنقاذ حياة المدنيين من هذه الجائحة المهلكة.